ما رايكم بكتاباتي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

الاثنين، 18 يونيو 2012

القدر


                  القدر
  في منزل جميل يعمه الهدوء والسكينة,كانت تعيش عائلة سعيدة مكونة من خمسة أفراد الأب والأم وثلات بنات,كان الأب لديه شركه يديرها, أما الأم كانت ربة منزل ,كانت الأبنه الكبرى نوال تدرس في تالث ثانوي ,والإبنه الوسطة مي تدرس في تانية إعدادي ,والإبنه الصغرى حسناء تدرس في أولى إعدادي, كانوا سعداء جدا ,وعندما تأتي الأجازة يذهبوا إلى المصيف ليلهوا ويلعبوا ويتحدثوا مع بعضهم في مواضيع مختلفة ,وعندما تكتمل الأجازة يعودوا إلى المنزل.
   لم يكن هناك ما يكدر حياتهم سوى جدهم السيء لأنه كان يكرهم بسب ان ابوهم تزوج من أمهم رغما عن إراده الجد,رغم أنها كانت غنية جدا..
  كانوا سعداء! ولكن لم تدم هده ىالسعادة طويلا فقد توفت الأم في صباح يوم الجمعة الموافق 1/1/1999م فحزنوا حزنا شديدا على فراقها لأان الفاجعة قوية على العائلة.
  ومرت الأيام وهدأءو من الصدمة ,فأنشغل الأب بعمله والبنات بدراستهم.
  وذات يوم جاء الجد وقال للأب:أريد ان أتحدث معك على الإنفراد , فذخلوا إلى المكتب وأغلقوا الباب وتحدثوا مذة طويلة الجد للأب:لقد أكملت السنة على وفاة زوجتك فما رأيك ان تتزوج إبنه عمك سهام؟ الأب:ولكن لا أريد ان أجلب لبناتي زوجه أب ,الجد:ومن قال لك أنها ستكون زوجه أب بل ستكون أما لهم وإبنها شريف سيكون بمثابة أخ لهم,فأقتنع الأب بذلك وتزوجها,وعندما تزوجها كانت تتحكم بمنزل والبنات هلى هواها وتقسوا عليهم كثيرا.
 وذات يوم وبعد ان اكملت نوال الدراسة, جاءت خالة البنات-شقيقة والدتهم-مع إبنها لخطبة نوال ,فقابلها الأب وقال لها :سأرد عليك بعد أسبوع ,وكلم زوجته سهام,ردت قائله:لا يمكن هذا مستحيل إبنتك نوال لن تتزوج إلا بإبني شريف ,ويوم الجمعة ستكون الخطوبة,مضى الأسبوع سريعا وأتصلت الخالة لتعرف الرد فأخبرها الأب بعدم الموافقة.    
جاء يوم الجمعة كانت نوال في غرفتها تفرأ مجلة غير مدركة لما يحدث من وراء علمها فزوجة ابيها القاسية قد اخبرت والدها انها فاتحتها بموضوع الخطبة وهي موافقة,طرق والدها باب غرفتها وذخل حاملا فستان وحذاء في غاية الجمال ,نوال:ما هذا يا أبي ؟هل سنذهب إلى حفلة؟
الأب:لا يا بنيتي هذه بمناسبة  حفل خطوبتك انثي وشريف,
ثم قبلها على جبينها وذهب, صدمت نوال بذلك كثيرا فهي لم تعلم متى قرر والدها تزوجها هكذا لشريف دون حتى ان يأخد رأيها صدمها تغير والدها كيف يقرر شيء مصيري هكذا بحياتها دون استشارتها، فكرت كثير في حل للموضوع، هل تواجهه؟ لكن كيف وهي لم يسبق لها ان عصت امرا لوالدها بعد تفكير طويل قررت الهرب فأرتدت ملابس أولاد وأخدت ملابس وخرجت من النافذة,وذهبت إلى البنك وأخذت نقودها البالغة اربعة ملايين التي ورثتها عن أمها وحولتها إلى بنك في بلدة أخرة بعد ان سحبت مبلغ بسيط,وتوجهت إلى محطة القطار وسافرت إلى البلدة التي بعثت لها نقودها ,وعندما وصلت أشترت منزل صغير وعاشت وحدها لتكمل دراستها الجامعية وهي تشعر بألم لمفارقة احبابها
واجهت كل الصعوبات التي واجهتها لقد عانت كثيرا بغربتها ولكنها تخطت كل شي بنجاح.
وذات يوم كانت تتصفح الصحف وعلمت ان أهلها  يبحثون عنها وفحزنت لذلك,ولكنها اصرت على إكمال دراستها وإتبات ذاتها وعدم العودة حتى تستطيع الوقوف على رجليها واثبات انها تستطيع التحكم بمصيرها
مرت السنوات وهي سعيدة بحياتها فأكملت الدراسة وأخدت شهادتها بنجاح.
  ثم أخدت بعض نقودها وأنشأت شركة صغيرة أدارتها بنفسها,وبعد مذة من إستتمارها أصبح لها فروع في البلدات القريبة ومنها بلدتها.
 كانت السنوات تمر وشوقها لاهلها يزداد رغم كل النجاح الذي حققته لا تزال تشعر بفرحتها ناقصة دون وجود عائئلتها بجوارها، طوال السنوات الماضية كانت تتردد في الذهاب اليهم لكن الشوق الان غلبها وقررت العودة اخيرا
قطعت تذكرة سفر بالقطار إلى بلدتها الاصلية حيث منزل والدها وأثناء السفر أخدت تتذكر ما جرى لها في الماضي كانت خائفه وسعيدة في الوقت ذاته وحين وصلت للمنزل فوجدته خاليا فسألت الجيران عن ما حل بهم فأخبروها بأنهم انتقلوا إلى منزل جديد وأعطوها العنوان.
  ذهبت نوال إلى منزل والدها الجديد وطرقت الباب فتح والدها الباب فتفاجئ بعودتها و فرح كثيرا حين رأها وكذلك أخواتها أخدت تحكي لهم كل ما جرى لها  ,ثم قال لها والدها:لمذا هربتي يا نوال؟وحينئذ حكت نوال لوالدها كل شيء ,
الأب :لو انك أخبرتيني لما وافقت على خطبتك لقد اعتقدت انك موافقة
نوال : وانا لو علمت يا والدي لما هربت...اسفة حقا...كان يجب ان احادثك اولا...لكن الخوف غلبني...اعتقدت انك ستزوجني شريف حتى لو انا رافضة...اعلم انك اب رائع لكنني حينها خفت...اسفة يا والدي الغالي...أعذرني
الاب : وانا اسف اكثر يا ابنتي...كان يجب ان أسألك الامر بنفسي
واقترب منها والدها يعانقها وهي عانقته بدورها وقد اختلطت اشواقهم ومشاعرهم بالدموع والحزن لهذا الفراق الذي دام طويلا بعد ان هدأت اعصابهم تحدثا لبعض الوقت قبل ان تشعر نوال بالتعب ويطلب منها والدها ن ترتاح قليلا باحدى غرف النوم
  وفي صباح اليوم التالي أستيقظت نوال وأغتسلت وأرتدت ملابسها وذهبت لتناول الإفطار فقابلتها زوجة أبيها وقالت:لماذا هربتي؟ ماذا يعيب إبني شريف؟, نوال:ببساطة أنه معتوه وانتي أيضا عجوز شمطاء دمرتي حياتنا كلنا ولن أسمح ان تجعلي حياتي تعيسة.
 ثم خرجت لفرع شركتها بعد ان نقلت الإدارة هنا في بلدي وعدت إلى المنزل في وقت الظهيرة وتناولت الغداء وذهبت لغرفتها لتنام حتى الساعة السابعة أيقظها والدها قائلا: هلا تأتين معي إلى المطار؟
نوال:نعم ولكن لماذا؟
الأب:سيأتي صديق قديم لي أريد ان أستقبله فذهبت معه,
جاء الرجل ومعه شاب وسيم أعجبت به نوال من النظرة الاولى
نوال:من هذا الشاب
الأب:إنه عماد إبن صديقي,ثم جاءو إليهم وسلموا عليهم
بعد ان اوصلوهم لمنزلهم وفي طريقة العودة الي البيت لم تتمالك نوال نفسها من سؤال والدها عن صديق والدها وذلك الشاب الذي شد انتباهها من اول نضرة
مرت الأيام برتابتها المعهودة  وهم على حالهم,الى ان جاء يوم عيد ميلاد حسناء فأقاموا لها حفل بسيط دعى الأب بعض أقاربه وأصدقائه ومنهم صديقه القديم وإبنه عماد كان الاحتفال جميلا, تعرفت نوال على عماد  وتحدثوا كثيرا وبعد إنتهاء الحفلة صاروا يتاقبلون كثيرا ,ففهموا بعض وارتاحوا لبعض كثيرا.
  وذات يوم قال عماد لنوال أريد خطبتك فما رأيك؟فرحت كثيرا ووافقت فقال عماد: سأتي الجمعة أخبري والدك,
نوال:حسنا,ذهبت نوال وأخبرت والدها ففرح كثيرا بذلك وقالت له:لا تخبر زوجتك بشي.
 مر الأسبوع ببطء ونوال تعد الايام حتى تأتي الجمعة وتتحقق رغبتها بالانتماء لعماد والذي بات حبيب قلبها، اخيرا جاء اليوم الموعود وجاء عماد ووالده لخطبة نوال وأتفقوا ان حفل الخطوبة الخميس القادم,مر الأسبوع بسرعة وجاء الخميس,أقاموا حفلا جميلا,وبينما هم سعداء كانت سهام تمتلئ حقدا وحسدا وغيرة,أستمرت الخطوبة سنة وخلال السنة كانت زوجه الأب تفتعل المشاكل والفتن ولكن الله ينصرهم عليها.
 تزوج عماد ونوال اخيرا رغم كل العقبات التي خلقتها زوجة والدها، وأشترى لها فلة صغيرة بها حديقة واسعة عاشت بها نوال اسعد ايام حياتها خصوصا حين توج حبهم بطقل رائع لجمال كانوا سعداء بمعنى الكلمة وصغيرهم  يكبر يوم بعد يوم  امام اعينهم ويملئ المنزل بضحكاته الجميلة التي تشرح القلب  ,كانت نوال تسافر من أجل العمل وتارة عماد يسافر من أجل العمل لكن ذلك لم ينقص من تفاهمهم اول حبهم الكبير لبعضهم البعض او لعائلتهم.
   وذات يوم سافرت نوال في مهمة لها لمذة شهر  ,كانت منهمكة بعملها ولم تتصل بأهلها سوى مرة واحدة ,كان اصعب شهر مر عليها فما بين المناقصات والمنافسة الشديدة كان شوقها لاسرتها الصغيرة يقتلها ويشدها للاسراع والعودة بأقرب فرصة ممكنة، اخيرا مر الشهر   وحجزت نوال تذكرة طائرة  وهي تعد الثواني قبل الساعات للعودة لبلدها ورؤية احباء قلبها
 وعادت إلى بلدها,عندما وصلت وجدت فوضه كبيره فسألت ماذا يحصل؟
   فرد أحدم ألم تسمعي بما جرى؟
نوال: كلا ماذا حصل؟
الرجل: لقد حدث زلزال مدمر ومفاجئ وسقطت منازل كثيرة وتوفى أشاخاص كثير, صدمت نوال للخبر وذهبت إلى منزلها مسرعة وقلبها يكاد يتوقف من الخوف
كان منزلها مدمرا وكذلك منزل والدها الذي يجاوره صرخت بقوة وهي تبحث عن أبيها واخوتها وزوجها وإبنها الحبيب تحت الأنقاض وعثرت عليهم ولكن بعد فوات الأوان , فقد فارقوا الحياة وقفت أمامهم مصدومة وبكت بحرقة شديدة ,
بعد ذلك تمالكت نفسها باقوة من اجلهم حتى تدفنهم وبعد دفنهم أشترت منزل صغير وعاشت فيه وحدها كانت تذهب إلى عملها وتعود للمنزل أصبحت حياتها كئيبة حزينة.
   عاشت مع ذكرياتها الماضية السعيدة والحزينة في ان واحد,وعندما توقع في مشكلة لا تجد أحد يساعدها , مرت الأيام والسنين وهي تمارس حياتها العملية بشكل روتيني إلى ان اصبحت إمرأة عجوز لا حوله لها ولا قوة أنهكها الكبر والمرض والعجز ,عاشت بالذاكرة التي طلت ترن دوما وابد في ذاخلها وعلى أيامها الخوالي.



                                                                     تأليف:سارة عادل محمود                      
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق