ما رايكم بكتاباتي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

انا لم اقتله وكن الحب الذي قتله

الملخص
الحب..... أعظم كلمة في الوجود , تحمل معاني كثيرة جدا

ولكن عندما يزداد تكون كلمة رهيبة تحمل معاني الخوف والفزع

انه الحب الأناني الذي يفوق كل حدود البشرية

فهل يمكن للحب ان يقتل؟؟؟

هذا ما سنقرؤه في سطور هده الرواية...

انا لم أقتله....... ولكن الحب الذي قتله














الدكتورة علآ
 دكتورة علا  امرأة في الستين من العمر كانت في الماضي طبيبة لحساب الجرائم الجنائية  تزوجت من رجل أعمال الذي توفى بعد ان أنجبت منه ولد وبنت,
ابنتها تزوجت وسافرت مع زوجها وابنها متزوج في منزل مستقل يعمل مهندس في إحدى الشركات , تعيش في أقصى المدينة في حي هادئ, في منزل كبير وجميل مع وصيفتها جنة التي ترعاها لأنها كانت مسنة.
كانت هده المرأة تهوى الزراعة خصوصا زراعة الازهار النادرة لديها حديقة جميلة كثيفة الازهار والأشجار مليئة بالطيور ذات الالوان الزاهية  هواها عليل بارد جميل ,
كانت تحب ان تتجول في حديقتها عصرا وتحب ان تزرعها بنفسها .
تقضي وقتها بين المشي في الحديقة والقراءة تهوى السفر والرحلات وفي المساء تجلس لتعود بذاكرتها للماضي  وللأيام الجميلة مع زوجها وأصدقاؤهما وأطفالها , هي تعترف ان اصدقاء زوجها وأصدقائها لم يكفوا عن السؤال عنها وزيارتها حتى بعد وفاة زوجها , يأتي ابنها لزيارتها مرة في الأسبوع اما ابنتها فتزورها مرة في السنة بحكم انها في بلاد بعيدة.
كانت هده المرأة ذكية جدا سريعة الانتباه لديها قدرة على تحليل المواضيع بحكم عملها في السابق, طيبة قلب تحب ان تساعد الاخرين  حتى ولو كان اخر يوم في حياتها .
اما أصدقاؤها الذين يزورونها فاغلبهم من رجال وسيدات الاعمال والأطباء والضباط بحكم عملها وعمل زوجها شوقي رجل الاعمال .
نشيطة فهي تقوم في الصباح الباكر تتناول طعام الإفطار مع وصيفتها جنة وترتشف القهوة وهي تقراء الصحيفة في حديقتها الجميلة ثم تقوم بنزهة بعد طعام الغداء لتسقي الزهور وهي تتحدث مع وصيفتها جنة .
اما في يوم الخميس تستقبل ابنها الذي يأتي لزيارتها مع زوجته وابنتيه وولده
حيث كانت تفرح بهم وتقضي معهم وقتا جميلا اما في المنزل او يذهبوا جميعهم للبحر.
دائما ما تهتم بقصص الجرائم التي تكتب في الصحف وتناقشها مع أصدقائها او مع ابنها او وصيفتها وتاخد وقتا كبيرا للتفكير وغالبا ما تخرج بحلول ونتائج  مذهلة تدهشهم جميعا وتنال إعجابهم.
هي الان مشتركة بالجمعيات الخيرية والجمعيات حقوق المرأة والطفل وجمعيات مساعدة الأيتام.
دائما ماتنصحها وصيفتها بان لا ترهق نفسها وكدلك ابنها وأصدقائها فترد عليهم هده متعتي فانا امثل عدالة الحياة .
هكدا كانت تقضي وقتها وأيامها جد وتفكير وانشغال وضحك وزيارات تزاور وتزار 
وتناقش وتساعد الاخرين وتستفيد من خبراتهم وفي بعض الأوقات تقوم برحلات داخلية او خارجية مع أصدقائها .
هكدا كانت تقضي أيامها وتحمد الله على هده السعادة التي ينعم بها قلبها .
  دات يوم بينما كانت تقراء صحيفتها اليومية وهي ترتشف فنجان من القهوة اللذيذة في حديقتها الغناء في ضوء الصباح المشرق الجميل , جاءتها وصيفتها جنة حاملة الهاتف قائلة: سيدة علا لديك مكالمة هاتفية من السيد مراد عاشور فردت السيدة علا قائلة: سيد مراد عاشور؟؟؟؟ لم يتصل بي منذ ان كنا في رحلة جزر هاواي , أعطيني سماعة الهاتف ثم أخدتها قائلة: صباح الخير سيد مراد عاشور فرد قائلا: صباح الخير سيدة علا , لعلك تسالي عن سبب اتصالي؟ حسنا لن أطيل عليك فأنتي كما اعلم عدالة الحياة, موعدنا السبت القادم في الساعة الثامنة والنصف صباحا في منزلي ارجوا قبول دعوتي لأعلمك عن سبب اتصالي لك.
ترد سيدة علا قائلة: حسنا وانا سأعمل ما بي وسعي لمساعدتك الى اللقاء, ثم أغلقت الخط.
ثم التفت لوصيفتها جنة قائلة: ان السيد مراد دعاني لمقابلته السبت القادم وكان صوته حزين يبعث على الفزع والرجاء والغموض , ترى ماذا به؟ وماذا يريد مني؟ إجابتها وصيفتها جنة: لا تقلقي نفسك كثيرا غدا لناظره قريب ,
وفي المساء جلست السيدة علا في غرفتها على السرير تتأمل ضوء القمر الذي كان يبدوا كقطعة كرستال تلمع وسط فستان اسود, وفكرها مشغول بحديث السيد مراد قائلة في نفسها: لا يمكن ان أساعده او لن يحتاج لي الا ادا كان هناك امر خطير فهو لم يقل لي انثي عدالة الحياة الا ادا كان هناك شيء مريب جدا.
شيء لن يهدا باله ولن يهدا بالي الا ادا حللنا لغزه , فمنذ ان ا توفى زوجي لم أعهده حزين هكدا الا عندما استنجد بي في قضية صديقه الذي توفى غرقا في ظروف غامضة وقد حللت لغز مقتله فقد اكتشفت ان زوجته أعطته سما في الشاي ثم سحبت الجثة للبحر كي تخفي جريمتها وترته وتتزوج بحبيبها لكن انا كشفتها وسلمتها للشرطة.
ثم انهكها التعب ونامت حتى الصباح, وفي الصباح ذهبت لأحدى الجمعيات لعمل ندوي للقيام بمشرع تمويل دار الأيتام وبعد انتهاء الندوى جاءت للسيدة علا فتاة في أواخر الثلاثينيات تدعى نبيلة كانت سمراء نحيلة شعرها اسود طويل  قالت لها : مرحبا سيدة علا اجابتها السيدة علا : أهلا من انت؟ السيدة نبيلة: انا نبيلة اعمل كحارس شخصي لسيدات المجتمع مثلك وكم اتمنى ان اعمل معك سيدة علا , سيدة علا :ولماذا تعملي معي او تحرسيني؟, نبيلة مبتسمة: ليس كذلك بالضبط ولكني جئت من بلاد بعيدة وقد سمعت عنك كثيرا وأحببت ان أصادقك وانزل عندك في المنزل لبعض الوقت , ثم أعطتها بطاقتها لتعرف شخصيتها وبالفعل أخدتها السيدة علا ثم التفتت للسيدة نبيلة قائلة :حسنا تفضلي عندي مرحبا بك بأي وقت في منزلي .
ثم خرجتا للشارع واستقلتا سيارة أجرة وركبتا, قالت السيدة نبيلة: سنذهب للفندق لجلب أمتعتي ثم نذهب لمنزلك, قالت السيدة علا : حسنا, فانطلقت السيارة ووصلت للفندق خلال عشر دقائق لان الفندق كان قريب من مبنى الجمعية , توقفت السيارة وانطلقت السيدة نبيلة مسرعة وخلال خمس دقائق عادت تحمل حقيبتها التي ادخلتها خانة السيارة وركبت بجانب السيدة علا وانطلقت السيارة في طريقها لمنزل السيدة علا .
 وفي الطريق اخذت السيدة نبيلة التي كانت تلبس نظارة سوداء تتأمل السيدة علا وجهها الذي كانت تملئه التجاعيد التي رسمها الزمان كلوحة ليحط بصماته عليها وعينيها الغارقتان كبحر الأحزان .
ثم تاملت الشوارع والمنازل الجميلة , التي كان لكل منزل حديقة صغيرة جميلة جدا تمتلئ بالإزهار والنباتات النادرة والطيور دات الالوان الرائعة.
وصلت السيارة منزل السيدة علا , ونزلت السيدتان بعد ان صممت السيدة نبيلة على دفع الأجرة للسائق.
دخلت السيدتان المنزل ,ثم نادت السيدة علا لوصيفتها جنة فجاءت جنة , تطرقت السيدة علا قائلة لجنة: هده ضيفتي انها السيدة نبيلة ستقضي هنا عندنا بعض الوقت أوصليها لغرفة الضيوف ,جنة: حسنا , اتبعيني سيده نبيلة , فتبعتها السيدة نبيلة وهي تتأمل المنزل دو الالوان البيضاء الناصعة والأضواء المبهجة والكراسي الذهبية ذات الطراز الملوكي يوجد في اخر الصالة بيانو كبير صعدت السيدة نبيلة السلم متبعة السيدة جنة ولاحظت انه من الرخام الزجاجي الأسود ومسنده كان من الحديد  المنحوت بنقش رقيق ولاحظت الطابق العلوي مكون من أربع غرف , توقفت السيدة جنة امام الغرفة الأخيرة وفتحت بابها قائلة : تفضلي بالدخول سيدة نبيلة انها غرفتك , فردت السيدة نبيلة قائلة : شكرا , جنة: سأطرق عليك الباب عند موعد الغذاء , السيدة نبيلة : حسنا, خرجت جنة وأغلقت الباب وراءها , اما السيدة نبيلة أخدت تتأمل الغرفة دات اللون الوردي الفاتح توجد نافدة مطلة على حديقة المنزل الجميلة عليها ستائر وردية مطرزة بحبات الكريستال اللامعة , ويوجد سرير ضخم ملكي دو لون ذهبي جميل مزخرف عليه لحاف وردي بنفس لون الستائر ووسادتين بنفس اللون مطرزة بحبات الكريستال اللامعة, يوجد ايضا دولاب دو أربع خانات خانتين لتعليق الملابس وخانتين للملابس المرتبة وخزانتان يتمتع  الدولاب بلون ذهبي وزخارف ملكية ويوجد بالغرفة مرآة ذهبية بها خزانة صغيرة وإمامها كرسي ذهبي ملوكي دو زخارف جميلة, ثم استلقت السيدة نبيلة على السرير بعد ان رتبت ملابسها وأغراضها في الدولاب تفكر في مهمتها الجديدة منتظرة موعد الغذاء قائلة لنفسها : اتمنى ان لا تكتشف أمري السيدة علا قبل ان يئن الاوان .
اما السيدة علا فقد كانت تجلس في غرفتها تفكر بالسيدة نبيلة قائلة في نفسها ترى من تكون هده السيدة نبيلة؟ وما هو غرضها؟ ولماذا جاءت؟ آه لماذا اقلق نفسي؟ سأصبر واكتشف أمرها الغامض, غدا لناظره قريب , سأنتظر موعد الغذاء ثم أتحدث معها وأتعرف عليها اكثر.
 ثم دخلت السيدة جنة عليها قائلة : سيدة علا ماذا تريدين على مائدة الغذاء من مأكولات؟ السيدة علا : أي شي , جنة لماذا انثي قلقة سيدتي؟ السيدة علا : انا قلقة بشان السيدة نبيلة, جنة: لا تقلقي ليس هناك أي شيء بها يدعوا للقلق سأعلمك بموعد الغذاء حين يجهز, السيدة علا حسنا سأنتظرك, وذهبت السيدة جنة لتحضير
المائدة بمساعدة الطباخ العم صالح ومقدم الطعام العم عبده.
 دقت الساعة الثانية ظهرا ,وحان موعد الغداء , قامت السيدة جنة بإعلام السيدة علا بموعد الغذاء, قالت جنة: سيدة علا حان موعد الغداء , السيدة علا : اعلمي السيدة نبيلة , ونزلت لغرفة الطعام بينما ذهبت السيدة جنة لغرفة السيدة نبيلة طرقت الباب قائلة :سيدة نبيلة , السيدة نبيلة: ادخلي  فدخلت السيدة جنة قائلة: حان موعد الغذاء, السيدة نبيلة : حسنا آتية , خرجت السيدة جنة ونزلت لغرفة الطعام قائلة: انها آتية
نزلت السيدة نبيلة متوجهة لغرفة الطعام , كانت غرفة الطعام كبير تطل على استراحة التي بدورها تطل على الحديقة  ويوجد على الباب المؤدي للاستراحة ستائر شفافة بلون ليموني فاتح , انبهرت السيدة نبيلة بغرفة الطعام التي تحتوي على طاولة كبيرة ذات اللون البني الداكن وستة كراسي بنفس اللون يوجد على الطاولة فرش ابيض عليه أطباق الفواكه والأرز مع اللحم والمكرونة وكاسين من الماء واخرين للعصير وكوبين للشاي مع ابريق الشاي, كما يوجد دولاب بنفس اللون كبير دو واجهة زجاجية يحتوي على مجموعة من الاطباق البيضاء الفاخرة ومجموعة من الكؤوس الزجاجية المدهبة كما يوجد به طقم من الأكواب الفاخرة وملاعق وسكاكين وأشواك , يوجد على الحائط ساعة ضخمة بنفس اللون.
 قالت السيدة علا :تفضلي بالجلوس سيدة نبيلة فابتسمت السيدة نبيلة وجلست قائلة:شكرا .
تناولتا الغذاء بصمت وكلاهما تنظر  للأخرى بتخفي , وبعد ان اكملتا تناول الطعام دعت السيدة علا السيدة نبيلة لتناول الشاي في الاستراحة فلبث دعوتها السيدة نبيلة , وعندما جلستا تطرقت السيدة قائلة :كما قلت لك اعمل كحارس شخصي لسيدات المجتمع وقد جئت هنا لمهمة صغيرة الا وهي التبرع لجمعيات الأيتام وقد سمعت عنك الكثير وعن زوجك وكونك تعملي في نفس الجمعية التي أتبرعت لها فقد انتهزت الفرصة وتعرفت عليك لأني أحب ان أتعرف على شخصيات مثلك وأيضا انا لا اعرف احد هنا أثق به لذلك طلبت منك استضافتي.
اقتنعت السيدة علا بكلام السيدة نبيلة , ثم ابتسمت قائلة:أهلا بك في أي وقت فطرقت السيدة نبيلة قائلة: انا ساسافر بعد غد الاثنين لان ما أتيت لأجله قد انجزته
السيدة علا : حسنا اتمنى لك التوفيق.
  مر اليومين سريعا فأحبت السيدة علا السيدة نبيلة وتقربتا لبعض ,فقد كانت السيدة نبيلة تحب ان تتحدث مع السيدة علا , وترافقها حيث ذهبت وتراقب حركاتها وتصرفاتها بكل دقة وحذر,
كانت كثيرة الأسئلة للسيدة جنة عن الحياة اليومية للسيدة علا, وكانت السيدة جنة تجيبها عن جميع تساؤلاتها ومن الذي كانت تستغربه السيدة جنة ان السيدة نبيلة تدون ملاحظات في مفكرة صغيرة كلما أجابت هي عن الاسئلة. وقد اخبرت السيدة علا بذلك فقالت السيدة علا : لا عليك لم اعد اقلق بشأنها.
وحان موعد السفر ,فودعت السيدة نبيلة السيدة علا قائلة : شكرا سيدة علا على  استضافتك وعلى كل شيء قدمته لي, السيدة علا لا شكر على واجب.
فسافرت السيدة نبيلة, وعادت السيدة علا تفكر بموضوع السيد مراد عاشور قائلة للسيدة جنة : كم انا متلهفة ان يأتي يوم السبت بفارغ الصبر, فردت السيدة جنة مبتسمة : لعله خير , السيدة علا : لا اظن ذلك ثم تطرقت قائلة: أتعلمين يا جنة ان السيدة نبيلة رغم غموضها الا اني أحببتها,السيدة جنة: نعم انها طيبة , والان دعينا ننام , السيدة علا تصبحي على خير السيدة جنة: عمت مساء.




  

                                
                                      
                 
                    
  
              
    
                      

















في منزل السيد مراد عاشور
  دقت الساعة السادسة صباح يوم السبت , واستيقظت السيدة علا نشيطة وفي اتم استعدادها للذهاب لمنزل السيد مراد عاشور . فاغتسلت وارتدت بدله سوداء مرصع بحبات الكريستال الصغيرة وسرحت شعرها تسريحة تليق بمقامها كامرأة في الستين من العمر واخدت حقيبتها الصغيرة . نزلت السيدة علا لغرفة الطعام حيث كانت وصيفتها السيدة جنة بانتظارها ,قالت السيدة جنة:صباح الخير سيدة علا أراكي اليوم في تمام نشاطك ,فردت السيدة علا مبتسمة: صباح الخير جنة نعم انني اليوم ذاهبة لموعد السيد عاشور لمعرفة ما يريد مني , وجلستا لتتناولا طعام الإفطار, كان طعام الافطار عبارة عن جبنه,  ومربى, وعيش, بيض مسلوق, سلط اخضر, وشاي, بعد ان اكملتا قالت السيدة علا: اني ذاهبة,  جنة: هل ستتناولين الغذاء هنا؟ السيدة علا : نعم, ثم خرجت.
وقفت السيدة علا اما منزلها منتظرة مرور سيارة أجرة لتستقلها للذهاب لمنزل  السيد مراد عاشور ,وما هي الا لحظات حتى توقفت إمامها سيارة فاخرة سوداء نزل سائقها فاتحا لها الباب الخلفي للسيارة وهو يقول صباح الخير سيدة علا تفضلي بالركوب , التفتت له وعلى وجهها علامة استفهام  فقال لها السائق: لقد أرسلني السيد مراد عاشور كي أقلك الى منزله فقالت السيدة علا : آوه حسنا, ثم ركبت السيارة, وانطلقت السيارة في طريقها لمنزل السيد مراد عاشور الذي كان يقع في حدود المدينة على بعد350 ميلا, تاملت السيدة علا السيارة ذات الفرش الفاخر الرمادي وكبرها فهي ذات ثلاث أبواب وفيها تكيف برودته جميلة .
وفي الطريق راحت تتأمل الشوارع الجميلة والمنازل الصغيرة دات الحدائق التي تبعث في النفس البهجة والسرور الممتلئة بالأزهار والورود التي تبعث روائح زكية والطيور دات الالوان الجميلة وأصواتها الموسيقية التي تبعث في النفس الهدوء والانشراح والجو الغائم دو النسيم العليل الأشبه بالممطر ,تاملت الأغنام والأبقار والفلاحين  والزرع الأخضر كل ذلك شعرها بالارتياح والهدوء والطمأنينة .
 ثم انتقلت بها ذاكرتها الى الماضي , حيث كيف ان زوجها كان يحب السيد مراد عاشور الذي وقف معه حين أفلست شركته فأعطاه مالا حتى يستعيد مكانته ورفض ان ياخده حين اراد السيد شوقي إرجاع المال للسيد مراد , فقد كانا صديقين حميمين منذ الطفولة , أكملا دراستهما معا حتى الجامعة وسافرا للخارج وكونا ثورتهما ورجعا  وفتحا شركة ثم انفصلا بعد فترة وبقيا اصدقاء .
 توقفت السيارة وقال السائق: هانحن وصلنا سيدة علا , فقالت السيدة علا : حسنا, ثم نزلت ووقفت تتأمل منزل السيد مراد عاشور , كان منزل كبير دو طابقين بلون ابيض وسقف المنزل بلون الأحمر الداكن , ويحتوي على نوافذ من جهات مختلفة وشرفات جميلة بلون زهري فاتح .
 دخلت السيدة علا من بوابة المنزل فانبهرت بحديقة المنزل كونها تعشق الحدائق
فقد كانت الحديقة كبيرة جدا, وتحتوي على الكثير من الأشجار والورود والازهار دات الالوان والروائح الجميلة التي تبعت على البهجة والسرور, كما توجد بحيرة صغيرة جدا للبجع والطيور المغردة دات الأصوات الموسيقية.
فسارت الى ان دخلت المنزل فانبهرت بجمال المنزل فرات الأرض كلها من الرخام الزجاجي الأسود والجدران البيضاء اما الأبواب فكلها بلون الذهبي دو النقوش الجميلة , فجاءت اليها الخادمة قائلة: تفضلي بالدخول سيدة علا  فردت السيدة علا: حسنا, ثم سارت لتتبع الخادمة لغرفة الضيوف وجلست فقالت الخادمة : سيأتي السيد مراد حالا ,ماذا تشربين ؟ فردت السيدة علا : قهوة , الخادمة: حسنا ثم ذهبت.
جلست السيدة علا تنتظر مجئ السيد مراد وهي تفكر بالخدمة التي سيتطلبها منها وبينما هي كذلك تجولت بنظرها حول الغرفة فانبهرت بها ,كانت تحتوي على أربع كراسي بيضاء مذهبة وطاولة صغيرة زجاجية ومكتبة بنفس اللون تحتوي على كتب ومجلدات ونافذة صغيرة عليها ستائر شفافة وردية اللون وساعة ضخمة على الحائط ذهبية اللون , كانت مرتاحة لرؤيا الالوان المبهجة ولكنها قلقة من ما سيطلبه السيد مراد منها.
دخل الى الغرفة السيد مراد عاشور ومعه ابنه وزوجة ابنه والخادمة التي وضعت القهوة وخرجت , فقال السيد مراد : صباح الخير سيدة علا كما عهدتك جئت بالموعد المحدد فردت السيدة علا مبتسمة: نعم انت تعرف انني لا احب التأخر في مواعيدي , فرد السيد مراد : نعم اعلم , أعرفك بابني عماد وزوجته بثينة فقالت السيدة علا: تشرفت فردا عليها : أهلا وجلسوا جميعا يشربوا القهوة.           
 وبينما هم كذلك التفت السيد مراد للسيدة علا قائلا : ان الخدمة التي أردتك هي جريمة قتل وقعت بظروف غامضة واتهم شخص انا متأكد من انه برئ وان هناك شخص اخر ارتكب الجريمة , فردت السيدة علا : من هو القتيل؟ قال السيد مراد: صدقيني ليس لدي أي معلومات أفيدك بها, السيدة علا: ولكن.... قاطعها السيدة مراد: صدقيني ليس لدي أي معلومات ,انما اخترتك لأنني اعلم مواهبك وقدراتك بهدا الجانب ,انتظري ما سيصلك من اشياء تساعدك في تحقيق عدالة الحياة, السيدة علا : ما هي الاشياء التي ستساعدني؟ وكيف ستصلني؟, السيد مراد: لا تسالي انما اعملي ما يملي عليك حدسك يا عدالة الحياة ,اعلم انك لن تخذليني , بقي شيء أخير لا تتصلي بي  الا  في حالتين اما نجاحك او انسحابك, السيدة علا : اني أكن لك كل الاحترام سأعمل كل ما بوسعي سيد مراد , والان علي الذهاب, السيد مراد: اتمنى لك كل التوفيق , خذي هدا المبلغ ستحتاجين إليه, فاخدته السيدة علا وخرجت .
ركبت السيارة التي أتت بها ,ظلت تفكر طوال طريق العودة بكلام السيد مراد وغموضه والمهمة الصعبة التي كلفت بها حتى وصلت لمنزلها.
دخلت المنزل واستقبلتها السيدة جنة قاتلة : مرحبا الغداء جاهز , السيدة علا : ساتي,
وتوجهت لغرفة الطعام شاردة الذهن وجلست لتاكل, بعد ان اكملتا الغذاء سالت جنة السيدة عما حدت؟ ولماذا هي شاردة الذهن؟ وماذا قال لها السيد مراد؟ فردت السيدة علا :  لا شيء انما اراد ان يطمئن علي كوني زوجة صديقه ثم ذهبت لغرفتها وهي شاردة أخدت تفكر وتكتب الملاحظات وتقراء الصحف عن جرائم القتل التي يمكن ان تتعلق بالسيد مراد حتى غلبها النوم.
حل الصباح وأشرقت الشمس بخيوطها الذهبية على الحقول موصلة بذلك مولود جديد , استيقظت السيدة علا من نومها في  تمام الساعة التاسعة كانت مرهقة بعض الشيء, ذهبت لتاخد حمامها وغيرت ملابسها ثم نزلت للطابق السفلي متوجهة لغرفة الطعام, حيث كانت السيدة جنة تنظرها في الاستراحة ,وما ان رأتها السيدة جنة حتى ابتسمت قائلة: صباح الخير سيدة علا لم تنهض مبكرا كعادتك , السيدة علا وهي تجلس على الكرسي بتثاقل : نعم اني اشعر بإجهاد فنمت طويلا حسنا ما لدينا لناكل؟ السيدة جنة: كل شيء , فضحكتا ثم شرعتا تاكلان, وما ان اكملتا الطعام شرعتا بشرب الشاي الساخن,كان الطقس جميلا منعش يبعث السرور في النفس, وبينما هم كذلك قالت السيدة جنة: سيدة علا وصل اليوم صباحا هدا الظرف من ابنتك, السيدة علا بفرحة: حقا ! ثم اخدته وفتحته قرأت الرسالة التي فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم ,والدتي الغالية كيف حالك اشتقت إأليك انتبهي لصحتك وخدي المال المرفق لمساعدتك على قضاء حاجتك ابنتك المحبة لك)  واخدت المبلغ المالي الذي فيه ثم قالت : انها تطمئن على صحتي وبعتث لي هدا المبلغ كمساعده,جنة وهي داهية للمطبخ :انها تحبك سيدة علا, السيدة علا  :نعم والان سادهب لغرفة المكتب الى اللقاء , جنة : الى اللقاء.
 دخلت السيدة علا غرفة المكتب واخدت تفكر بجدية بالمهمة الصعبة التي كلفت بها وقالت لنفسها : لن انتظر حتى تأتيني الاشياء التي وعدني بها السيد مراد , ثم تذكرت  السيدة مها التي كانت تعمل كحافظة إسرار السيد مراد فهمت بالاتصال بها   
ضربت الأرقام ووضعت السماعة في أدنها رن أجاب عليها شخص فقالت : الو مرحبا ,الشخص : اهلا , السيدة علا: هل هدا منزل السيدة مها ؟ الشخص  : نعم وانا زوجها ,السيدة علا:  هل يمكنني مكالمتها؟ أريدها في  موضوع حول السيد مراد عاشور , الشخص: مها توفت مند سنة الا تعلمين؟ , هل أخدمك بشيء ؟ السيدة علا: لا لا شكرا مع سلامة, الشخص: مع سلامة, أغلقت الخط السيدة علا : الخطوة الاولى فشلت.
أخدت تفكر في شخص اخر يساعدها في إعطائها أي معلومة توصلها لطرف الخيط فاتصلت للمحامي الذي يعمل لحساب السيد مراد عاشور , ضربت الأرقام ورفعت السماعة رن أجاب المحامي : مرحبا ,السيدة علا: اهلا هل هدا مكتب المحامي إسماعيل يحي؟ المحامي: نعم السيدة علا: انا السيدة علا صديقة السيد مراد عاشور و....... , قاطعها المحامي: اعرف اخبرني السيد مراد عاشور  بكل شيء لا تستعجلين سيدة علا وانتظري لا تستبقي الاحداث, اسمعي ستصلك الأسبوع القادم رسالة استلميها ولبي الدعوة لا تستعجلي ابدا ليس هناك ما يدعوا للعجلة, السيدة علا: حسنا سأنتظر مع السلامة المحامي :مع السلامة .
اغلقت السيدة علا الخط قائلة : فشلت الخطوة الثانية , حسنا سانتظر ما سياتي من اشياء تذلني الى المهمة التي كلفت بها ,لاني لست بهدا الذكاء المفرط الذي يظنني به السيد مراد عاشور هل يظنني امرأة خارقة؟ ما هذا الجنون ؟ سأعتبره تحدي وانتظر واحل اللغز الذي يريد السيد مراد عاشور مني حله,
دقت الساعة الثانية ظهرا وحان موعد الغذاء ,ذهبت السيدة علا لغرفة الطعام حيث  كانت تنتظرها السيدة جنة وجلستا لتتناولا طعام الغداء ,وبعد ان اكملتا طعام الغذاء ذهبت السيدة علا لغرفتها لتسترح,و قرع جرس باب المنزل مرتين . ففتحت السيدة جنة الباب ووجدت رسالتين , اخددتهما لتسلمها للسيدة علا..
قرعت السيدة جنة باب غرفة السيدة علا قائلة : سيدة علا هل يمكنني الدخول؟ السيدة علا : تفضلي جنة , ماذا هناك؟ ,السيدة جنة : لقد قرع جرس الباب وعندما فتحت وجدت هاتين الرسالتين خديها, فاخدتها السيدة علا قائلة: حسنا سأقرها , احضري لي قهوة , السيدة جنة : حسنا وخرجت لتحضر لها  القهوة.
فتحت السيدة  علا  الرسالة الاولى التي كانت من ابنها مفادها
(بسم الله الرحمن الرحيم     
والدتي العزيزة اعرف انك قصرت في حقك ولكنك على بالي وفي قلبي دائما
كما تعلمين مشاغل الحياة أثقلت علي  ولكن أريدك ان تدعي لي في كل وقت
ولقد أرفقت اليك في هده الرسالة مبلغ مالي لاني لا استطيع زيارتك هده الفترة الى حين لقاء
                                           ابنك المخلص لك )
نزلت دمعتها وهي تاخد المبلغ المالي وتدعو لولدها بالصحة والعافية والخير, ثم فتحت الرسالة الثانية وقرات ما فيها والتي جاء فيها
( بسم الله الرحمن الرحيم
سيدة علا المحترمة             تحية طيبة  وبعد
نحن شركة السياحة نعلمك بأنك مسجلة لدينا في رحلة داخلية حول مشاهدة الآثار لبعض حضارات التاريخية ارجو المجئ الينا كي نسلمك تذكرة السفر وعمل بعض الإجراءات للسفر وتحديد موعد الرحلة
                                                شركة السياحة)
اكملت السيدة علا قراءة الرسالة وطوتها  في الدرج قائلة : قد بدات المهمة لابد  ان هده الرحلة نظمها السيد مراد, ولكن ما علاقة رحلة سياحية كهده بجريمة قتل؟ سيتضح كل شيء,  سأذهب غدا لعمل كل شيء.
دخلت السيدة جنة غرفة السيدة علا حاملة معها القهوة فوضعتها على الطاولة وجلست بجانب السيدة علا قائلة : ماذا وجدت في الرسائل التي قراتيها؟ السيدة علا: الاولى من ابني ارسل لي سلاما ومبلغ ماليا, اما الثانية فهي دعوة لمشاركة في ندوة لرعاية الأيتام ودعمهم, جنة :هدا جميل سوف يجدد نشاطك , ومتى ستذهبين؟ السيدة علا : غدا, لنتناول القهوة , جنة : نعم , تناولتا القهوة وهما تتبادلا أطراف الحديث حول مواضيع مختلفة عن المزارع والورود والاغنام ثم عن رجال الاعمال والاقتصاد الوطني الموضة والأزياء والاطعمة الفاخرة والرحلات والندوات وكانتا في غاية السعادة.
جاء المساء بخيمته السوداء بضوء القمر اللامع , وحان موعد العشاء , ذهبت كل من السيدتان علا وجنة لتناول طعام العشاء , ثم احتستا القوة وودعتا بعضهما وذهبتا للنوم استعداد ليوم جديد.
أشرق الصباح بضوئه المنتعش الذي يبعث الانشراح في قلوب الناس , وبعتث الازهار روائحها الذكية المبهجة للنفس, وغردت الطيور بأصواتها الجميلة لتبشر بيوم جديد.
دقت الساعة السادسة صباحا واستيقظت السيدة علا في تمام نشاطها ,ذهبت لتغتسل ثم ارتدت فستان ازرق انيق يليق بسنها وسرحت شعرها تسريحه تناسب سنها, ثم نزلت الطابق السفلي متوجهة لغرفة الطعام .
جلست السيدة علا امام السيدة جنة قائلة : صباح الخير جنة فردت جنة : صباح الخير سيدة علا ,هل مستعدة للذهاب؟ , السيدة علا :نعم, تناولتا الطعام الذي كان عبارة عن فطائر بالجينة , وشاي بالحليب , وبعد ان اكملتا تناول طعام الافطار ودعت السيدة علا جنة قائلة: الى اللقاء أراكي عند الغذاء ,فردت جنة: حسنا سأنتظرك الى اللقاء.
 خرجت السيدة علا  واستقلت سيارة وذهبت لشركة السياحة, كان الطريق للشركة مدته نصف ساعة مع زحمة الطريق , وصلت السيدة علا السيارة ودفعت الأجرة للسائق وانطلقت السيارة للذهاب .
 دخلت السيدة علا شركة السياحة وتوجهت نحو المكتب المخصص لعمل الإجراءات بعد ان استقبلتها سكرتيرة الشركة قائلة: هل انثي السيدة علا؟ السيدة علا : نعم السكرتيرة :اتبعيني من فضلك , فاتبعتها السيدة علا للطابق العلوي متوجهين للمكتب المخصص لعمل الاجراءات , دقت السكرتيرة باب المكتب قائلة : سيدي هل يمكنني الدخول ؟ المدير: نعم, فتحت السكرتيرة الباب قائلة : لقد جاءت السيدة علا , المدير : دعيها تدخل واجلبي لنا قهوة السكرتيرة : حسنا , ثم خرجت قائلة : تفضلي بالدخول سيدة علا , السيدة علا : شكرا.
فدخلت السيدة علا الى المكتب , وقام المدير سلم عليها قائلا: تفضلي بالجلوس سيدة علا , السيدة علا : شكرا.
فجلسا برهة ثم تطرق المدير قائلا: قد ارسلنا لكي رسالة مفادها ان هناك رحلة سياحية لك  لمشاهدة اثار بعض الحضارات التاريخية , وهناك شرط وهو انك ان قبلتيها فلا تتراجعي عنها مهما يحدث هكدا قال السيد مراد ولكي الخيار برفضها او قبولها , فكرت السيدة علا قليلا ثم تطرقت قائلة : سأقبلها , المدير : حسنا هده تذكرتك سيكون رقم الكرسي الدي ستقعدين عليه (9) اما غرفة الفندق التي ستنزلين فيها (67) سيكون معك 12 شخصا في الرحلة التي ستكون مدتها شهرين والتي ستبدأ في يوم السبت القادم الساعة الثامنة صباحا, والان امضي هنا سيدتي , السيدة علا : حسنا, ثم مضت واخدت التذكرة قائلة : شكرا المدير:  نتمنى لك رحلة سعيدة .
خرجت السيدة علا لتعود لمنزلها بعد ان اشترت بعض الفواكه والخضروات وبعض الأغراض التي كانت بحاجة لها , ثم استقلت سيارة وعادت للمنزل في تمام الساعة الثانية ظهرا.
دخلت السيدة علا المنزل, استقبلتها السيدة جنة مبتسمة قائلة: اهلا سيدة علا لقد تأخرت قلقت عليك, الغداء جاهز, السيدة علا: حسنا ساتي , وذهبت لتاخد حمامها وغيرت ملابسها , ثم نزلت متوجهة لغرفة الطعام , حيث كانت السيدة جنة تنتظرها بمائدة تتكون من الأرز والسمك المقلي, جلستا تتناولا الغداء بصمت وبعد ان اكملتا ذهبتا للاستراحة لتناول الشاي, وما ان اكملتا تناول الشاي حتى جاءت صديقة للسيدة جنة , فرحت السيدة جنة بها كثيرا وجلست تتبادل اطراف الحديث معها بعد ان استدانت السيدة علا للذهاب للراحة بغرفتها.
 مر الوقت سريعا , وهبط الليل بستائره المضاءة بضوء القمر وحان موعد العشاء , جلست كلا من السيدة علا , وجنة لتناول العشاء الذي كان مكون من البيض المسلوق والفول المحمص وأرغفة , بعد ان اكملتا تناول العشاء, شرعتا بتناول القهوة اللذيذة ,قالت السيدة علا : صديقتك لطيفة يا جنة, جنة: نعم انها تحبني كثيرا, ولكن كيف كانت الندوة؟, السيدة علا: اوه كانت موفقة, وقد قابلت صديقا قديم دعاني لرحلة سياحية داخلية  لمشاهدة اثار بعض الحضارات التاريخية لمدة شهرين, جنة: حقا هذا جيد ولكن ارجو ان تهتمي بصحتك, وان تطمئنني عليك , ولكن ماذا عن اولادك؟ هل ستخبرينهم؟ السيدة علا: بالتأكيد , جنة : حسنا موفقة سيدتي سأتركك الان لأذهب لنوم عمت مساء سيدة علا, السيدة علا: تصبحين على خير , ونامتا .                            

         







             
   


   

  

  
رسائل توجيهية
قرع جرس الباب في الساعة الحادية عشر صباحا , فتحت السيدة جنة فوجدت رسالة عليها طابع غريب مكتوب بها تسلم للسيدة علا , فاخدتها السيدة جنة وذهب للسيدة علا التي كانت في غرفة المكتب تحتسي القهوة وتقراء الصحفية اليومية, دقت السيدة جنة الباب قائلة : سيدة علا, السيدة علا : تفضلي , فدخلت جنة وأعطت الرسالة للسيدة علا قائلة: لقد وجدت هده امام باب المنزل , اخدتها السيدة علا ونظرت اليها وبسرعة بديهية قالت: انها من الندوة وستصلني عدة رسائل بشان الرحلة, جنة : حقا خيرا انك أخبرتيني سيدة علا والان استادنك لادهب للسوق , هل تريدين ان اجلب لك شيئا معي؟ السيدة علا: احضري لي حقيبة متوسطة للرحلة , جنة: حسنا الى اللقاء ثم خرجت.
 افرغت السيدة علا الرسالة قائلة : لنرى ما بها فقد بدات المهمة , لابد ان هده الرسالة والرحلة لها علاقة بما طلبه السيد مراد عاشور, ثم قرات الرسالة التي كتب بها:(بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة علا \ المحترمة                        تحية طيبة وبعد
هده الرسالة وما ستصلك من رسائل قبل الرحلة عبارة عن رسائل توجيهية لتساعدك كيف تتصرفين في هده الرحلة.           
التوجيه الاول
يجب ان تاخدي حقيبة خفيفة كي تساعدك في حملها لتنقل من مكان لأخر ولا تاخدي ملابس كثيرة خدي حداء شراعي طبي لكافة ظروف الطقس خدي مفكرة وأقلام ومسجل صغير جدا مع اشر تطه
                                              نتمنى لكي التوفيق والمتعة
                                                       المرسل  
                                                 شخص يهتم لأمرك)        
وبعد ان قرات السيدة علا الرسالة قالت : انها توجيهات مهمة ولكن ما علاقة تخفيف الملابس بجريمة قتل؟ يا الهي ما هدا الجنون ؟ هل يظنني السيدة مراد عالمة الغيب؟ اه حسنا سأتابع هده التوجيهات لعلي أوصل لحل اللغز , سأتصل بجنة الان , ثم أخدت الهاتف النقال واتصلت قائلة : مرحبا جنة اين انتي؟ جنة: انا الان في محل بيع الحقائب ,هل تريدين شيئا اخر؟ السيدة علا : نعم اريد حداء طبي شراع ويا حبذا ان يكون جلدي خفيف وقبعة كبيرة من القش, جنة : حسنا , السيدة علا: احضري غذاء , فكما تعلمين الطباخ مريض, جنة: حسنا السيدة علا : الى اللقاء , جنة: الى اللقاء.
 دقت الساعة الثانية ظهرا وعادت جنة للمنزل, فاستقبلتها السيدة علا قائلة : اني أتضور جوعا, جنة :لقد تأخرت بسب الحداء لم اعثر عليه بسهولة , والان لناكل ثم اريك الاشياء التي أحضرتها لك, السيدة علا : ماذا أحضرتي لناكل؟ جنة: احضرت دجاج مشوي وأرز , ثم توجهتا لغرفة الطعام وتناولتا طعام الغذاء .
وبعد ان اكملتا الغداء وشرب الشاي توجهتا لغرفة السيدة علا , دخلت السيدة علا الغرفة وتبعتها جنة حاملة الاغراض , وجلستا قالت جنة: هده الحقيبة التي طلبتها
وهدا الحداء , السيدة علا: انه جميل جدا ومريح, والحقيبة خفيفة دوقك جميلة يا جنة, جنة: انظري هده القبعة , السيدة علا: وااااااااااااااو يا لجمالها انها كبيرة ومكللة بالزهور انك رائعة يا جنة , جنة : كنت متأكدة انها ستعجبك, وهده هدية مني سيدة علا عشرة فساتين خفيفة تليق بسنك, السيدة علا : اوه جنة شكرا لكرمك اني احبك فعلا عزيزتي, جنة لا شكر على واجب , والان لنرتاح قليلا ثم لنرى ماذا نعمل.
خيم الليل بستائره المطرزة بحبات الكريستال, وانزل الهدوء منزل السيدة علا, انها الساعة العاشرة مساء حين دخلت جنة غرفة السيدة علا قائلة: مرحبا سيدة علا ماذا عملتي؟ السيدة علا: ارتحت قليلا ثم ذهبت للحديقة لأتفقد زهوري واسقيها ثم جلست لإقراء بعض الكتب, وانتي ؟, جنة : ارتحت قليلا ثم كتبت رسالة لأختي وأرسلتها مع بعض الاغراض ,ثم رجعت , السيدة علا: لناكل طعام العشاء , جنة: حسنا سأحضره الى هنا, ذهبت جنة  وعادت بعد ربع ساعة محملة مائدة صغيرة تتكون من جبن , حمص , بيض مسلوق , ابريق وأكواب الشاي, وضعته على الطاولة الصغيرة وتناولتا طعام العشاء ثم نامتا.
 وفي صباح اليوم التالي في تمام العاشرة صباحا ,بينما كانت السيدة علا في حديقتها تتفقد الزهور ,جاء احد الجيران قائلا: وجدت هده الرسالة امام بابك سيدة علا خديها ثم ذهب, اخدتها السيدة علا وجلست لتفتحها , وقد جاء بها
(بسم الله الرحمن الرحيم
سيدة علا\ الموقرة                                                            بعد التحية
التوجيه الثاني
  داومي على تناول الخضروات والفواكه الطازجة حتى لا ترهقي بهده الرحلة الشاقة , لا تخرجي في الجو الممطر او العاصف او المترب , خففي من تناول الشاي والمنبهات ابتعدي من الجلوس بجانب المدخنين حتى تحافظين على صحتك
                                                                                                                                                نتمنى لكي التوفيق والمتعة
                                                       المرسل  
                                                 شخص يهتم لأمرك)   
اكملت قراءة الرسالة قائلة: انها نصائح مهمة ولكني لا اجد أي علاقة بين هده النصائح و المهمة التي كلفت بها !!!!!!!!, حسنا غدا لناظره قريب , ثم خبأتها حيث كانت الرسالة الاولى , وذهبت لغرفة المكتب طالبة من جنة فنجان من القهوة , جلست تطالع كتب بالقانون والطب الجنائي , دخلت جنة بالقهوة قائلة : أراكي منهمكة هده الايام بقراءة  الكتب المتعلقة بعملك القديم,السيدة علا مبتسمة: لقد اشتقت لعملي القديم كثيرا كنت امثل عدالة الحياة في كشف الحقائق الخفية , جنة: لا باس سيدة علا لقد أعطيتي الكثير من جهدك لعملك يجب ان ترتاحي الان,السيدة علا : نعم وقد جاءت هده الرحلة لتريحني . جنة : اتمنى ان تسعدي بها عزيزتي, السيدة علا : شكرا , ما رأيك في تناول الغداء في المطعم ؟ جنة:  فكرة رائعة , حسنا سادهب لاستعد , السيدة علا: حسنا وانا كدلك.
حان موعد الغداء كانت الساعة الثانية ظهرا حين وصلتا السيدتان علا وجنة الى المطعم , جلستا وطلبت كل منهن البيتزا الايطالية , فطائر الجبن, سلطة الماينيز .   كتب النادل الطلبات ثم ذهب ليحضرها, قالت جنة : هل ستدهبين الى التسوق بعد الغداء ؟ السيدة علا : نعم أود ان اشتري ملابس خفيفة الى جانب ما احضرتيه لي وهناك اشياء اخرى اريد شراءها, جنة: نعم وانا ايضا سأشتري اشياء لاني ساسافر بعدك , سادهب لأختي الى حين تعودين , السيدة علا: ذلك حسنا , فأنت منذ مدة لم تزوري اختك بسببي  ,جنة: لا يا سيدتي لا تقولي هدا الكلام فانا احبك كثيرا وأتمتع بالعيش معك, السيدة علا : شكرا يا جنة احبك ايضا.                          
 جاء النادل ووضع الطعام الساخن على الطاولة ثم انصرف محيا السيدتين ,
قالت السيدة علا: اوه كم احب الطعام الساخن!!!!!!!! اني اتضور جوعا , جنة : نعم انه شهي . ثم شرعتا تاكلان , بعد اكلملتا كلاهما تناول الطعام , طلبتا الشاي , جاء النادل حامل الشاي ووضعه على الطاولة , احتستا الشاي كل من السيدتان علا وجنة, بعد ان اكملتا احتساء الشاي طلبت السيدة علا من النادل فاتورة الطعام, جاء النادل بفاتورة الطعام قائلا: الف وخمس مائة , ردت السيدة علا : حسنا , خد, اخدها النادل ودهب , قالت السيدة علا ضاحكة: لقد أنقدتني النقود التي أرسلها لي اولادي, جنة مقهقهة: نعم والا كنا في قسم الشرطة الان ,السيدة علا: نعم حمد لله والان هيا بنا نذهب الى السوق, جنة نعم.
خرجتا من المطعم واستقلتا سيارة لتدهيا الى السوق , كانت الساعة الرابعة ونصف عصرا حين وصلتا الى السوق , شرعتا بالتسوق , اشترت السيدة علا عشرون فستان يليق بسنها من النوع الخفيف , ربطات الشعر الصغيرة, جوارب , بعض المجلات , كرة صوف وإبرة, مناديل , كما اشترت جنة عشرين فستان لها ولأختها, لعب لأولاد أختها, ربطات شعر, حقيبة سفر, أحدية وجوارب,ثم دهبتا لمطعم قريب لتتناولا طعام العشاء الذي كان عبارة عن قطع من الدجاج المقرمش, والبطاطس المقلية وكوبين شاي,كانتا في غاية السعادة والسرور, دفعت السيدة علا ثمن الطعام الذي كان خمسمائة فقط  ,ثم خرجتا و استقلتا سيارة أجرة للعودة للمنزل .
كانت الساعة العاشرة مساء حين دخلتا المنزل, كانتا منهكتين من كثرة التسوق , ودعتا بعضهما ثم دهبت كل واحدة منهن لغرفتها, ترتاح قليلا ثم لتضع كل منهن إغراضها في حقيبة السفر حتى تخفف الاشياء استعدادا للسفر. قبل موعده حتى لا ترهقا ليلة السفر, لأنهما تعلمان جيدا مشقة السفر, لدلك يعملا من الان على ترتيب اغراضهما اول باول ليأتي موعد السفر وهما جاهزتان  . 
و في سكينة الليل الجميل , ونسيمه العليل, وضوء القمر المنير, والنجوم اللامعة الذي كان يبدو كستار مسرح متلألئ يأخد الألباب بجماله الخلاب الذي يتمايل راقصا يمينا وشمالا كأمواج البحر المتناغمة التي تقذف وكأنها دموع من عينين خفيتين ,راحتا  تدعوان الرحمن بالصحة والستر والغفران سالتان المولى الجنة , ومرافقة النبي في الجنة , والنظر لوجه الكريم , وصلتا العشاء , وقراءتا ما تيسر من القران ثم نامتا.
اشرقت شمس الصباح معلنة مولد جديد, وخرج العمال لاعمالهم وكسب عيشهم , غردت الطيور في الحقول مرسلة البهجة والسرور.
استقيظت السيدة علا من نومها في تمام الساعة الثامنة  صباحا ,توجهت لتاخد حمامها المعتاد ثم ارتدت ملابسها, ونزلت للطابق السفلي متوجهة لغرفة الطعام, حيث كانت السيدة جنة تنتظرها, جلست السيدة علا قائلة : صباح الخير يا جنة , جنة : صباح الخير سيدة علا , هل نمت جيدا؟ السيدة علا : نعم , لقد كنت متعبة البارحة من كثرة التسوق, جنة: نعم لقد تعبنا كثيرا, هيا لناكل , السيدة علا:  نعم , ثم بدأتا تتناولا طعام الافطار الذي كان عبارة بيضة مسلوق , جبن, مربى , وفواكه, وبعض الأرغفة , وبعد اكمال تناول طعام الافطار , احتستا الشاي في الاستراحة , قالت السيدة علا: ان الطقس جميل اليوم سأزرع زهور الاوركيدا, جنة : عمل جميل , وانا سأحلب البقر, السيدة علا: حسنا ممتاز, والان هيا لندهب , جنة: هيا بنا لندهب, الى اللقاء في موعد الغداء.          
 دهبت كل منهما الى عملها, وفي تمام الساعة الثانية عشر ظهرا جاء مقدم الطعام العم عبده الى السيدة علا قائلا: سيدة علا وجدت هده الرسالة امام باب المنزل ولا اعلم من جاء بها, السيدة علا: لا باس ,ثم اخدتها قائلة :حسنا اذهب انت, فذهب العم عبده الى عمله, وجلست السيدة علا  لتفرغ الرسالة وتقرءاها , وكان مفادها
( بسم الله الرحمن الرحيم
سيدة علا\ المحترمة                                                          تحية طيبة وبعد
التوجيه الثالث والأخير
سوف تقابلين ناس كثيرين مشتركين في الرحلة اقتربي منهم لعلك تجدين ما يحل لغز الجريمة ولكن كوني حذرة
ستتلقين دعوة من شخص ما ارجو تلبيتها ولكن كوني حذرة قدر المستطاع هناك من سيحميك من أي خطر او مكروه
                                                اتمنى لك التوفيق والمتعة بهده الرحلة
                                                                   المرسل
                                                            شخص يهتم لأمرك )
اكملت السيدة علا قراءة الرسالة قائلة: انه اهم توجيه حسنا سأعمل به جيدا, ثم خبأتها حيث الرسالتين السابقة , ثم عادت لحديقتها لتكمل زراعة الزهور,
مر الوقت سريعا ,وكانت الساعة الثانية ظهرا حين جاءت السيدة جنة للسيدة علا قائلة: الغداء جاهز سيدة علا , السيدة علا : حسنا  آتية.
 دهبت جنة لغرفة الطعام وتبعتها السيدة علا , وجلستا,قالت السيدة علا: يا له من طعام شهي !!! كم انا جائعة, جنة: نعم لقد تعبنا اليوم كثيرا , ثم شرعتا تاكلان الغداء الدي كان عبارة عن قطع من اللحم المشوية, وطبق خضار وبعض أرغفة المحمصة, وبعد ان اكملتا الاكل دهبتا  للاستراحة لشرب الشاي , قالت السيدة علا: يا له من يوم متعب لقد زرعت الزهور ,وسيتابعها العم عبده والعم صالح بعد سفري, جنة : نعم وكدلك المواشي سأطلب من العم عبده والعم صالح رعايتها, السيدة علا دلك جيد, سادهب لغرفتي لأسترح قليلا , جنة : وانا كدلك, ثم دهبت كل وحدة لغرفتها لتسترح بعد عناء طويل.
 جاء الليل بهدوئه الجميل , وضوء القمر الخافت الباعث للسكينة والاطمئنان , ونجومه المبعثرة هنا وهناك وكأنها حبات لؤلؤ منثور على شاطئ بحر الهوى القائم على مرآة السماء الدخانية.
كانت الساعة التاسعة مساء حين دخلت السيدة علا غرفة السيدة جنة قائلة: الم تشعري بالجوع؟ جنة : بلى, لقد كنت حالا ساسالك, السيدة علا: حسنا لندهب ونأكل شيئا , جنة مبتسمة: هيا بنا سيدتي.
دهبت السيدة علا الى  غرفة الطعام ,اما جنة دهبت لتعلم العم صالح بتحضير العشاء , ثم عادت الى غرفة الطعام ,وما هي الا لحظات حتى جاء العم عبده حاملا معه طعام العشاء ووضعه  على الطاولة, كان طعام العشاء عبارة عن شرائح اللانشون ,بيض مسلوق ,سلطة, بعض الأرغفة, واكلتا السيدتان الطعام, ثم احتستا الشاي ,في الاستراحة وبينما هما كدلك قالت جنة للسيدة علا :  هل غدا ستخبرين اولادك بأمر سفرك؟ السيدة علا: بالتأكيد , سأتصل بابنتي غدا صباحا ثم اتصل بابني بعد الظهر , جنة: جيد جدا سيدة علا , هل ستخبرينهم عن مدتها؟, السيدة علا: هدا ضروري يا جنة , وأنثي  هل ستخبرين اختك انك قادمة اليها بعد غد؟ جنة: بالتأكيد سأتصل بها غدا المغرب عندما اشتري تذكرة القطار. هل كل إغراضك جاهزة سيدة علا ؟ السيدة علا :نعم كل شيء مرتب ,وأنثي؟ ,جنة: نعم جهزت كل شيء سافر بعد سفرك بساعتين, أي الساعة العاشرة صباحا , السيدة علا: هل لديك ثمن التذكرة يا جنة؟ جنة :لا تهتمي لدلك سأدبر نفسي, السيدة علا وهي تعطي جنة ثمن التذكرة: خدي يا جنة هده ثمن التذكرة, جنة: لا لا لا  , لن أخده منك سيدتي, السيدة علا : خديه انا اعتبرك كابنة لي , احبك كثيرا يا جنة, جنة: شكرا سيدة علا انثي تكرمينني كثيرا , ومن النادر في هدا الوقت نجد سيدات مجتمع امتالك, في التواضع ونبل الأخلاق, السيدة علا مبتسمة : من تواضع لله رفعه,وقد علمتني الحياة ان التكبر لا يجدي نفعا لصاحبه, جنة مبتسمة: صحيح , أشكرك على كل شيء , والان خدي دواءك قبل النوم , السيدة علا :نعم , فاخدت السيدة علا دواءها , ثم قبلت جنة السيدة علا على جبينها , وغطتها من البرد واطفات النور ,قائلة :طابت ليلتك سيدة علا , السيدة علا : طابت ليلتك جنة , خرجت جنة مغلقة باب غرفة السيدة علا وراءها, ونامت السيدة علا.
دهبت جنة الى غرفتها,التي عبارة عن سرير بلون فضي من الطراز الملكي , ودولاب بنفس اللون,, كما يوجد مرآة كبيرة فضية دات نقوش جميلة, أمامها كرسي بنفس الطراز, توجد نافدة صغيرة عليها ستائر حرير بلون قرمزي شفاف ,
جلست على السرير وهي في غاية الفرح لما أعطتها السيدة علا من مال لشراء التذكرة, ثم قالت : كم  هي طيبة السيدة علا, أحبها كثيرا.
وضعت جنة المال في حقيبتها, ورتبت اخر اغراضها في حقيبة السفر , ثم اطفات النور وغطت نفسها ونامت وهي تدعو للسيدة علا.     
ظهر النهار باشراقة جديدة ,وصفائه المتجدد ,غردت الطيور فوق الحقول , معلنة للناس مولد يوم جديد ,وقام الفلاحون بفلاحة الارض, ورعاية الاغنام وحلبها.
استيقظت السيدة علا في الساعة الثامنة ونصف صباحا , اغتسلت وغيرت ملابسها , ثم نزلت الى الطابق السفلي متوجهة الى غرفة الطعام, حيث كانت تجلس جنة بانتظارها ,جلست السيدة علا قائلة: صباح الخير يا جنة , جنة :صباح الخير سيدتي , تفضلي بتناول الطعام, السيدة علا : حسنا , تناولتا الطعام الذي كان عبارة عن شرائح النقانق , جبنه , وبعض من الرغيف ,وكوبين من الشاي, وحين اكملتا تناول  الطعام وشرب الشاي ,جلستا في الاستراحة التي تطل على الحديقة , كان الطقس بديع جدا , والسماء غائمة ,قالت جنة :هل ستتصلين بابنتك الان سيدة علا؟ , انها العاشرة ونصف , السيدة علا : حسنا أعطني الهاتف النقال, فأعطتها جنة الهاتف النقال, أخدت السيدة علا الهاتف النقال وضربت الرقم , رن ردت الابنة : الو مرحبا امي, السيدة علا : اهلا , كيف حالك؟ , الابنة: بخير , وأنثي؟ .السيدة علا : انا بخير, سوف ادهب غدا في رحلة  لمشاهدة اثار بعض الحضارات التاريخية لمدة شهرين , حقا ! هدا رائع , ولكني ارجوا ان تهتمي بصحتك يا امي , السيدة علا: حسنا لا تقلقي , الابنه: ان احتجتي شيئا اخبريني, السيدة علا: حسنا يا ابنتي اريد دعواتك , الابنه: وانا ايضا اريد دعواتك الى اللقاء, السيدة علا: مع السلامة.
اغلقت السيدة علا الخط, ثم التفتت الى  جنة قائلة: لما لا تشتري التذكرة الان يا جنة بدلا من المغرب؟ أخاف ان تباع ولا تجدي شيئا , جنة: معك حق سيدتي , سادهب الان السيدة علا: ساتي معك,جنة : هيا بنا , السيدة علا : هيا.
خرجت كل من السيدتان جنة وعلا لشراء تذكرة سفر لجنة, وقفتا على الشارع الرئيسي ,واستقلتا سيارة أجرة للذهاب لمكان بيع التذاكر , وصلت السيارة لمكان بيع تذاكر سفر بالقطار , دفعت السيدة علا أجرة السيارة وانطلقت السيارة في طريقها , توجهت السيدتان الى مكتب بيع التذاكر, قالت جنة: اريد تذكرة سفر بالقطار غدا الساعة العاشرة صباحا, البائع : حسنا ها هي لحظة احسب ثمنها, انها ب أربع مائة فقط , جنة : خد , البائع : شكرا, أخدت السيدة جنة التذكرة متوجهة حيث تجلس السيدة علا بانتظارها , وما ان رأتها السيدة علا حتى قالت : كم ثمن التذكرة؟ جنة: أربع مائة  , السيدة علا : لا باس ثمنها معقول , هل تحتاجين شيئا من السوق؟ ,جنة: لا ,لا لقد اشتريت وجهزت كل شيء , ولا احتاج لأي شيء , السيدة علا: حسنا لنشتري طعام الغداء ثم نعود للمنزل, جنة : هيا بنا,
خرجت كل من السيدتان من مكتب بيع التذاكر, واستقلتا سيارة اجرة للمطعم ,اشترت السيدة علا الغداء , ثم عادت الى السيارة التي توجهت لمنزل السيدة علا , وصلت السيدتان علا وجنة الى المنزل منهكتان في الساعة الثانية ونصف ظهرا , قالت جنة للعم عبده: حضر المائدة وقدم الطعام بينما نغير ملابسنا , العم عبده: حسنا سيدتي , ثم دهب لتحضير المائدة, بينما دهبت كل من السيدة علا وجنة لغرفتيهم لتغير ملابسهما ,ثم توجهوا للغرفة الطعام وشرعتا تاكلان طعام الغداء  الذي كان عبارة عن قطع الدجاج المشوي , وأرز, وحين اكملتا طعام الغداء دهبتا
الى الاستراحة لتناول القهوة,وبينما هما كدلك تطرقت السيدة علا قائلة : انها الرابعة عصرا ما رأيك يا جنة ان تتصلي بأختك الان ؟ جنة : فكرة رائعة , حسنا , السيدة علا: خدي هاتفي النقال وتكلمي , جنة: شكرا, ثم اخدت الهاتف وضربت الأرقام, رن, جنة : الو مرحبا اختي, الاخت: اهلا يا جنة , كيف حالك؟ لقد اشتقت اليك كثيرا يا جنة, جنة : وانا ايضا اشتقت اليك , لدي مفاجأة لك اختي , الاخت : ما هي؟ جنة: سوف آتي اليك غدا , الاخت : حقا رائع هدا اجمل خبر سمعته اني سعيدة, وماذا عن السيدة علا؟ جنة: انها ستقوم برحلة ابتداء من غدا  لمدة شهرين  لمشاهدة اثار بعض الحضارات التاريخية , الاخت: هدا رائع لان هدا معناه انك ستبقي عندي شهرين, اه كم انا سعيدة ,سأنتظرك غدا الى اللقاء , جنة: الى اللقاء .
اغلقت جنة الخط والتفتت للسيدة علا قائلة: لقد فرحت اختي كثيرا بقدومي, السيدة علا : حمد لله ,جنة :والان اتصلي بابنك سيدة علا , السيدة علا : نعم حسنا.
اخدت السيدة علا الهاتف ,  وضربت الارقام, رن, السيدة علا  :الو مرحبا بني , الابن : اهلا يا امي كيف حالك؟ , السيدة علا: بخير و كيف حالك انت وعائلتك؟ الابن: بخير, السيدة علا: سادهب غدا في رحلة سياحية داخلية  لمشاهدة اثار بعض الحضارات التاريخية, الابن: ومن اين لك ثمنها يا امي؟ السيدة علا: لقد أهداني إياها صديقا قديما لي ولوالدك, الابن :جميل وكم مدتها ؟ السيدة علا شهرين, الابن : حسنا انتبهي لنفسك امي وان احتجتي أي شيء اخبريني , السيدة علا :شكرا بني لا تقلق الى اللقاء ,الابن: الى اللقاء .
اغلقت السيدة علا الخط, ثم قالت لجنة : الحمد لله يا جنة لقد سارت الامور كما خططت لها , جنة : حمد لله, والان لندهب كي نستريح قليلا السيدة علا : حسنا اراكي لاحقا .
 مر الوقت وجاء الليل بأنامله الناعمة ,وأنفاسه التي تتلاعب بدقات القلب ليتراقص مع امواج البحر المنهمر على شطئان المرآة الدخانية , لتعكس دموعها على صفحات الحياة .
كانت الساعة العاشرة مساء حين طلبت السيدة علا من جنة إحضار العشاء لغرفتها , وما هي الا لحظات حتى جاءت جنة طارقة باب غرفة السيدة علا : لقد احضرت العشاء , السيدة علا :ادخلي يا جنة, دخلت جنة ووضعت الطعام على الطاولة وجلست , ثم جاءت السيدة علا وجلست امام جنة ,وشرعتا تاكلان الطعام الذي كان عبارة عن قطع اللحم المشوي ,وبعض الارغفة ,وسلطة , وما ان اكملتا الطعام حتى جاء العم عبده حاملا القهوة , دخل الغرفة بعد ان استئدن ووضع القهوة على الطاولة وانصرف, بدأتا السيدتان باحتساء القهوة ,وما ان اكملتا حتى قالت السيدة علا: سأشتاق اليك يا جنة, جنة: وانا ايضا سيدة علا  سأشتاق اليك ولكن سأطمئن عليك بين حين وأخر, والان لننام حتى نستيقظ غدا في اتم نشاطنا , السيدة علا : معك حق , تصبحين على خير ,جنة: طابت ليلك, ودهبت جنة لغرفتها ونامت اما السيدة فجلست تقراء كتابا حتى نامت.
 
الرحلة ,ودعوة مفاجئة
    كانت الساعة الثامنة حين وصلت السيدة علا الى باص الرحلة, جلست في مقعدها رقم تسعة الدي بجانب النافذة , كان معها اثنا عشر راكبا ,والمرشدة السياحية والسائق .
جلس الجميع على مقاعدهم وأغلق باب الباص , وبدا الباص بالانطلاق , قالت المرشدة: سوف تستغرق هده الرحلة لمنطقة السياحة و الفندق تسع ساعات , أي سنصل في الساعة الخامسة عصرا مع استراحة الغداء,رد الركاب : حسنا, المرشدة السياحية: الفندق يقع في منطقة هضابية مطلة على البحر اما المناطق السياحية فاغلبها جبلية,  ثم قامت بتوزيع اوراق على الركاب وكتبوا بياناتهم ثم سلموها لها ,بعد دلك قامت بتوزيع لوائح اسماء الركاب وبرنامج الرحلة ,ثم جلست على مقعدها بجانب السائق.
اخدت السيدة علا تقراء اسماء الركاب الاثنا عشر:السيد احمد عز , السيدة مها وابنتها تريا, السيدة كامليا وزوجها السيد صوفت , الشاب محمد وصديقه الشاب عمر , الانستادتان ليلى ومنى, المليونير رمزي وزوجته عزة وبنته الاء,واخيرا السيدة علا.
وضعت السيدة علا اللوائح\في حقيبتها ,ثم راحت تتأمل الركاب ووجوههم قائلة: لعل دلك الرجل الأنيق السيد احمد عز شكله يدل على انه رجل اعمال, وتلك المرأة البدينة السيدة مها و بجانبها فتاة صغيرة في العاشرة من العمر من المؤكد انها ابنتها تريا , ورات سيدة متوسطة العمر تقريبا في الثلاثينات من العمر وبجانبها رجل ضخم البنية فقالت : لابد من أنهم السيدة كامليا وزوجها السيد صوفت شكلهم يوحي على انهما شرطة,وهدان الشابان محمد و عمر شكلهما يوحي على انهما طالبان ,وهاتان الانستان  من المؤكد انهما ليلى و منى شكلهما يوحي انهما مدرستان , واخيرا هدا هو المليونير رمزي وزوجته عزة وابنته الاء كم هي جميلة وشابة.
ثم قالت في نفسها: لا احد من هؤلاء شكله يوحي انه قاتل ,يا الله ساعدني في هده المهمة الجنونية , ثم نظرت للسيدة كامليا قائلة : هده السيدة شكلها مألوف لدي وجهها اعرفه لكنه متغير متأكدة اني قابلتها لكني لا اتدكر, اه يا الهي عقلي يكاد ينفجر من كثرة التفكير .
ثم نظرت من النافدة , كان الطقس غائم جميل بارد فيه الوان قوس قزح يبعث الطمأنينة في النفس ,فرات المنازل الصغيرة الريفية , والحقول الخضراء , والفلاحين الذين يفلحون الارض ,والفلاحات اللاتي تحلبن الأبقار والاغنام , وهناك الحدائق الصغيرة المليئة بالأزهار والأشجار والورد التي تبعث روائحها الذكية التي تهدا النفس ,ورات البحيرات الصغيرة المليئة بالبجع والطيور الجميلة, والجبال والهضاب المكسوة بالحشائش الخضراء , كل هده المناظر جعلت السيدة علا مسترخية الأعصاب, هادئة البال , مطمئنة النفس , ثم رأت قطار يسير على بعد مسافة كبيرة من الباص وبسرعة كبيرة جدا , فقالت لنفسها: لعل جنة مسافرة فيه حفظها الرحمن ,ثم أغمضت عينيها مسترخية حتى نعست.
كانت الساعة الثانية ظهرا حين استيقظت السيدة علا على صوت المرشدة السياحية التي قالت: سيدة علا استيقظي حان موعد الغداء , السيدة علا ناهضة بتثاقل : حسنا اين نحن الان؟ ,المرشدة السياحية: لقد توقفنا من اجل الغداء ,السيدة علا : حسنا آتية.
دهبت المرشدة السياحية للمطعم ,وتبعتها السيدة علا , دخلت السيدة علا المطعم فانبهرت بفخامته وكبره, كانت حيطانه بيضاء اللون مزركشة بالنقوش التراثية , وهناك طاولات كبيرة وكراسي , توجهت للطاولة التي جلس عليها رفقائها بالرحلة كانت الطاولة كبيرة بينة اللون مزخرفة بالنقش الملكي , والكراسي بنفس اللون , جلست السيدة علا في الكرسي الفارغ بجانب المرشدة السياحية, تطرقت المرشدة قائلة هده الوجبة وغيرها من الوجبات مدفوع حسابها من ضمن ثمن الرحلة وقد طلبت ماراه مناسب لكم, الجميع: هدا جيد, وما هي الا لحظات حتى جاء النادل وقدم مائدة الطعام الدي كان عبارة عن: اطباق من الارز, اطباق من المكرونه, اطباق اللحم المشوي, اطباق الدجاج المشوي, اطباق من الفواكه والخضروات , كؤوس من الماء والعصير, أكواب من الشاي والقهوة , بدا الجميع بتناول طعام الغداء بشهية , وبعد ان اكملوا تناول الطعام تناولوا القهوة والشاي, ثم دهب بعضهم الى الحمام لقضاء الحاجة وما ان اكملوا حتى توجهوا عائدين للباص.
  كانت الساعة الثالثة ونصف عصرا حين انطلق الباص مواصلا رحلته للفندق, كان جميع الركاب منشغلين بأنفسهم , جلست السيدة علا تقراء لوحة برنامج المتعلقة بالرحلة يوجد فيه جداول يومية للرحلة ووجبات الطعام الثلاث, قرات الجداول التي كانت مقسمة الى ثمانية أسابيع, الأسبوع الاول والثاني رحلة لزيارة القصور التاريخية , الأسبوع الثالث والرابع رحلة لزيارة آثار الحضارات, الأسبوع الخامس والسادس رحلة لزيارة  المقابر التاريخية لعظماء وملوك الحضارات اما الأسبوع السابع والثامن فهو مخصص لزيارة الأسواق الشعبية .
مضى الوقت سريعا كانت الساعة الخامسة عصرا حين توقف الباص امام الفندق المخصص للركاب, ونزل جميع الركاب الى الفندق ,دخلوا الى الاستقبال حيث يوجد المسؤل عن استقبال الزبائن تقدمت المرشدة السياحية للموظف قائلة: نحن الوفد السياحي آتينا لرحلة سياحية مدتها شهرين لمشاهدة اثار بعض الحضارات التاريخية , الموظف : نعم مفهوم لقد حجز لكم الطابق الخامس بأكمله مكون من تسع غرف, أعطاهم مفاتيح الغرف وعليها أرقام الغرف من الرقم ستين الى الرقم تسعة وستين, كان نصيب السيدة علا الغرفة رقم سبعة وستين ثم التفت للنادل قائلا: أوصل السادة لغرفهم, النادل: حسنا, ثم أضاف الموظف: سيتم إعلامكم بموعد الوجبات الى غرفكم, المرشدة السياحية : حسنا , النادل : اتبعوني يا سادة, فاتبعوه جميع النازلين متوجهين للمصعد , ضغط النادل على زر المصعد وحينئذ فتح باب المصعد الدي كان كبير جدا , وصعدوا جميعهم للطابق الخامس, وحين وصلوا فتح باب المصعد وكان باستقبالهم مجموعة نادلين حملوا الأمتعة للغرف.
دهب كل واحد من النزلاء لغرفته المخصصة ويتبعه موظف يحمل امتعتة دخل الجميع الى غرفهم , ودخلت السيدة علا الى غرفتها تبعتها نادلة تحمل حقيبتها ,
شكرت السيدة علا النادلة , فقالت النادلة: لا شكر على واجب سيدتي ,ساتي لاعلامك بمواعيد الوجبات ومواعيد الرحلات, السيدة علا: حسنا لا باس خرجت النادلة وأغلقت الباب وراءها .
اخدت السيدة علا  تتأمل الغرفة التي كان لونها زهري جميل يوجد بها سرير كبير بني فاتح دو نقوش وردية عليه فراش مريح عليه لحاف ابيض بورود زهرية ووسادة مريحة بنفس اللون ودولاب بني فاتح دو نقوش وردية , وهو كبير مكون من أربع خانات اثنتين للملابس المعلقة واخريتين للملابس المرتبة وخزانتان للأشياء الصغيرة , كما يوجد مرآة كبير بنفس اللون بها أربع خزانات صغيرة , إمامها كرسي صغير له نفس اللون , واخيرا يوجد نافدة عليها ستائر بيضاء عليها ورود زهرية, كانت  النافدة مطلة على البحر من ارتفاع كبير , كما يوجد منازل كثيرة يمكن ان ترى .
دهبت السيدة علا للحمام لتغتسل وتغير ملابسها ,بعد ان رتبت اغراضها في الدولاب ,ثم جلست على السرير لتستريح قليلا من تعب السفر وما هي الا ساعات حتى طرق باب غرفة السيدة علا, قالت السيدة علا: من الطارق ؟ النادلة: انا , السيدة علا: ادخلي, فدخلت النادلة قائلة : انها الثامنة مساء سيدتي موعد العشاء, السيدة علا: حسنا, ثم اتبعت النادلة نحو المصعد ودخلتا المصعد هابطين للطابق الثالث ,وصل المصعد وخرجت النادلة تبعتها السيدة علا متوجهة لغرفة الطعام المخصصة لهم.
دخلت السيدة علا فانبهرت بجمال الغرفة ,فهي تحتوي على طاولة كبيرة بلون دهبي جميل ,وكراسي بنفس اللون عددها خمسة عشر كرسي,( لان الفندق يجهز لكل وفد غرفة طعام خاصة له), كما يوجد مصابيح مزخرفة ومضاءة بشكل يأخد الألباب ,كما يوجد بها التحف الأنيقة والزهريات, وتحتوي الغرفة على شرفتين لكل شرفة طاولة صغيرة بيضاء واربع كراسي بنفس اللون , وعلى كل أبواب الشرفتين ستائر بيضاء جميلة.
جلست السيدة علا بجانب السيدة كامليا وهي متعبة قليلا, ثم نظرت الى طعام العشاء الذي كان عبارة عن قطع اللحم المشوي , نوعين من الاجبان , بيض مقلي وأخر مسلوق , خمسة انواع من السلطة, اطباق الفواكه, وكؤوس العصير واكواب القهوة.
بدا الجميع بتناول الطعام , ثم احتسوا القهوة , وبينما هم كدلك تطرقت المرشدة السياحية قائلة: نظرا لاننا متعبين فقد أجلت رحلة الصبح الى العصر , فما رأيكم؟ الجميع: خيرا ما فعلتي,وقاموا جميعا متوجهين الى غرفهم, وحين وصلوا الى غرفهم ودعوا بعضهم بعضا قائلين : تصبحون على خير, طابت ليلتكم, ودخلوا جميعا.
دخلت السيدة علا الى غرفتها وهي متعبة, انها الساعة العاشرة مساء قالت لنفسها, ثم راحت تفكر باهتمام السيدة كامليا وزوجها السيد صفوت بها ونظراتهم التي لا تفارقها ,قالت لنفسها : هناك سر بهما يجب ان اعرفه, اه كم انا متعبة اريد  
  ان انام , اطفات النور وغطت نفسها ونامت.
طلع النهار بسترته البيضاء المطرزة بقطعة من الذهب المشع , حولها قطع من الورود والحشائش  الخضراء جاء ليدب الروح في الحياة,كان الطقس جميلا جدا معتدلا نسبيا .
كانت الساعة العاشرة صباحا حين طرقت النادلة باب غرفة السيدة علا قائلة : سيدة علا هل يمكنني الدخول؟, السيدة علا: نعم تفضلي, دخلت النادلة قائلة: انها العاشرة صباحا سيدة علا  وموعد الافطار قد حان, السيدة علا: حسنا ساتي , نهضت السيدة علا من سريرها ودهبت الى الحمام ,بينما نظفت النادلة الغرفة ورتبتها ثم خرجت.
 ارتدت السيدة علا فستان زهري خفيف انيق يليق بسنها ,وسرحت شعرها بطريقة مناسبة, ولبست قبعتها الكبيرة المصنوعة من القش المزينة بالورود, وانتعلت حداءها الجليدي , ثم اخدت حقيبة اليد الصغيرة وخرجت من غرفتها مغلقة الباب وراءها بالمفتاح الذي وضعته في حقيبتها.
توجهت السيدة علا نحو المصعد , وعند وصلوها وجدت السيدة مها وابنتها تريا , والسيد احمد عز, والسيدة كامليا وزوجها السيد صفوت, جميعهم واقفين امام المصعد منتظرين طلوعه , وقفت بجانبهم ملقية التحية قائلة: صباح الخير يا سادة, الجميع : صباح الخير سيدة علا, التفتت السيدة علا نحو السيدة كامليا التي كانت ترتدي معطف مخملي وشعرها الأحمر المستعار الدي يغطي نصف وجهها قائلة : سيدة كامليا اشعر أننا تقابلنا من قبل, قاطعها السيد صفوت مقهقها قائلا: لا اظن دلك سيدة علا فزوجتي لا تخرج الا معي, ثم قالت السيدة كامليا: مقهقهة نحن لا نفترق ابدا , يخلق من الشبه أربعين, وحينئذ فتح باب المصعد , فقالت تريا ضاحكة : هيا بنا يا سادة سنموت جوعا, الجميع: هيا.
صعد الجميع المصعد وهبطوا للطابق الثالث , دخل الجميع غرفة الطعام وجلسوا على المائدة ,وقد اختارت السيدة علا الكرسي الدي يقع بجانب الانستان ليلى ومنى, وبدا الجميع بتناول طعام الافطار الدي كان عبارة عن , ساندويتشات الجبن والمربى, واخرى من الجبن والطماطم , اطباق من الفول , الحمص, الطحين, اطباق من سلطة الفواكه, واخرى من الماينيز , كؤوس الماء والعصير , اكواب من الشاي والقهوة, بدا الجميع بتناول الطعام وهم يتناقشون في مواضيع مختلفة السياسة ,الاقتصاد ,المال والاعمال,الفن والثقافة , اكملوا تناول الطعام واحتساء الشاي ,وعرفت السيدة علا ان توقعاتها بشان رفقائها صحيحة,احمد عز رجل اعمال ,ليلى ومنى مدرستان,محمد وعمر طالبان في كلية التجارة,مها وابنتها من عائلة متوسطة اجتماعيا,اما عائلة المليونير رمزي فهي معروفة مند البداية,بقى السيدة كامليا والسيد صفوت لم تستطع معرفة شيئا عنهما.
استادنت السيدة علا الجميع ودهبت الى إحدى شرفات غرفة الطعام ,وجلست على احد الكراسي مقابلة البحر , جلست تتأمل البحر وأمواجه التي تتقاذف وكأنها في سباق ماراتون,ورات الأسماك كيف تتقافز وكأنها اطفال فرحة تعلو الى والديها ورات اعداد كبير من مراكب الصيد والصيادين يتأرجحوا متراقصين على أمواجه وصوته وكانها حفلة ملكية صاخبة, وشاهدت السماء الصافية التي ما من احد يراها حتى تعشقها عينيه وتتعلق بها وكانها فتاة يافعة صافية القلب, ورات الطيور دات اللوان زاهية تغرد باصوات موسيقية هادئة, والجبال المكسوة بالخضرة والزهور دات الالوان والروائح التي لا تقاوم وكأنها قطعة من السجاد المطرز المعطر, ثم اخدت تراقب المزارع الصغيرة التي تحتوي على الأبقار والاغنام التي ترعى الحشائش , وهناك رعاة المزارع الدين يزرعوا مزارع منازلهم.         
راحت تجول بعينيها متأملة المنازل الصغيرة دات الوان مختلفة ,منها مكون من طابق ومنها من طابقين, منها ما هو قديم البناية ومنها ما هو حديث البناية,
وبينما هي تتامل كل هده الاشياء ,شد انتباها فلة صغيرة جميلة دات لون ابيض جميل سقفها احمر توتي,مكونة من طابق ومزرعة خالية من كل شيء و تبدو مفتقرة للحياة حزينة ,وكان هناك صوت أنين يصرخ من وراء حيطانها من ظلم وقع عليه واندثر مند زمن فلا احد يعرف عنه شيئا سوى شاهد واحد فقط الا وهو الله جل جلاله, كما ان هناك شيئا شد انتباها اكثر الا وهو منزل صغير قديم مكون من طابقين ومزرعة مهدومة بأشياء قديمة جدا, كان المنزل دو لون رمادي فاتح قديم وهو ايضا يبدو مفتقر للحياة , كئيب , يدل على الخوف والفزع والدم وكأنه منزل أشباح, وكلا الفلة والمنزل يقعان بجوار بعض بينهم مسافة صغيرة وأمامهما البحر الغامض كاتم الأسرار وعلى قرب منهما بعض من المنازل الصغيرة وأيضا مسجد صغير.
انتبهت السيدة علا _ وهي تشعر بقشعريرة بسيطة تمر بجسدها _ على صوت السيدة ليلى وهي تجلس بجانبها قائلة: مرحبا سيدة علا , السيدة علا: اهلا , ليلى: لقد رايتك قد أطلت الجلوس هنا , السيدة علا: نعم فانا احب مشاهدة المناظر الطبيعية , ثم التفتت الى ليلى قائلة: هل انت مدرسة؟ ,ليلى نعم وقد جئت مع رفيقتي منى وهى ايضا مدرسة في نفس مدرستي ثانوية البنات ,وقد جئنا لنرفه على أنفسنا قبل افتتاح المدارس والعودة للشقاء و أردفت تضحك,اعتدلت السيدة ليلى في جلستها موجهة سؤالها للسيدة علا: وأنثي لماذا جئت الى هنا؟ ,السيدة علا: لقد جئت الى هنا عن طريق صديق لي هو من دفع لي ثمنها كوني مريضة فقد أرادني ان أجدد نشاطي , ليلى: هده الرحلة مكلفة وكما علمت ان زوجك رجل اعمال متوفى ,هل صديقك غني سيدة علا؟ ,السيدة علا :نعم انه رجل اعمال معروف, انه السيد مراد عاشور ,ولاحظت السيدة علا وكان ليلى تعرفه, فسألتها: هل تعرفيه؟, ليلى: ومن منا لا يعرفه ويعرف جريمة قتل حفيده جواد الدي قتل بظروف غامضة فقد وجد غريقا مشوه تماما وقد قتل بعد زواجه بشهر من نهال التي اتهمت بقتله ,ولكني متأكدة من برأتها لأنها كانت تلميذة عندي ,وهي الان في سجن تجري التحقيقات معها انظري الى هده الفلة البيضاء انها له .
تسمرت السيدة علا في مكانها تحاول تستجمع قواها, واخيرا قالت: لم اكن اعرف هده القصة, فردت ليلى :لأنها وقعت مند سنة ربما لم يشا السيد مراد إزعاجك, السيدة علا : لما انتي متأكدة من براة نهال؟, ليلى لاني اعرفها كونها تلميذة عندي فهي فتاة بسيطة ربتها جدتها بعد وفاة والديها بحادث مؤسف وقد احبت السيد جواد وتزوجته وكانت حامل فوضعت طفلها في السجن وهو الان عند والدا السيد جواد,
هده كل معلوماتي, اه لقد اطلت بحديثي واثقلت عليك سيدة علا حقا اسفة, السيدة علا: لا, لا لقد امضيت معك وقتا لطيفا, ليلى : اه انها الواحدة ونصف ظهرا , ثم التفت للداخل قائلة: قد بدءوا بتقديم الطعام, هل لا دهبنا؟ ,السيدة علا مبتسمة: ادهبي انثي سأعمل مكالمة لابني ثم الحق بك ليلى : حسنا, ثم دهبت, استنشقت السيدة علا نفس عميق قائلة: هكدا ادا , لقد ارادني السيد مراد اكتشاف قاتل حفيده الحقيقي , حسنا قد بدات امسك طرف الخيط, ثم كتبت كل ما قالته ليلى بسرعة في مفكرتها وقامت متوجهة للداخل وجلست بجانب السيد احمد عز لتتناول طعام الغداء.
كان طعام الغداء عبارة عن اطباق اللحم المشوي, والمقلي , والمحمر, اطباق الدجاج المشوي , والمقلي , والمحمر,والمفروم, اطباق من الارز العادي, أرز مع صلصة, ارز مع السمك, اطباق المكرونه العادية مع الصلصة , اطباق المكرونه بالباشمل ,اطباق البطاطس المحشوة بالجبن. اطباق من السمبوسة المحشوة بالجبن, واخرى محشوة باللحم المفروم , اطباق من سلطة الجزر والخيار بالزبادي, سلطة الماينيز . سلطة الفواكه بالزبادي, اطباق الفواكه, كؤوس الماء والعصير, اكواب الشاي والقهوة, اطباق الكيك, الكعك, والحلوى المكونة من اطباق الحلوة, اطباق الجيلي, اطباق من الحلويات المشكلة , واخيرا الايسكريم.
كان الطعام فاخر جدا وشرع الجميع بالاكل, ثم بعد دلك احتساء الشاي او القهوة, والبعض فضل تناول الحلوة .
وبينما هم كدلك قالت المرشدة السياحية :انها الثالثة بعد الظهر ,سنذهب الان الى زيارة احد القصور التاريخية التي ترجع الى عهد القرون الوسطى , الجميع: حسنا رائع, المرشدة السياحية: حسنا لنستعد ,فقام الجميع الى غرفهم وجهزوا إغراضهم استعدادا للذهاب.
كانت الساعة الثالثة وعشر دقائق بعد الظهر حين جلس الجميع على مقاعدهم ,وبدا الباص بالانطلاق , وبعد انطلاق الباص بخمس دقائق تطرقت المرشدة السياحية قائلة: ستستغرق هده الرحلة ساعة ونصف, نصف ساعة بالباص ,وساعة كاملة مشي على الأقدام لان الباص لا يستطيع الصعود الاماكن الجبلية الوعرة, فردت السيدة علا: يا الهي!!! ساعة كاملة مشي في منطقة جبلية وعرة , المرشدة السياحية: لا تقلقي سيدة علا , سنسندك جميعنا , السيد صفوت : لا تقلقي نحن معك انا و كامليا ,السيدة علا أشكركم جميعا.
صمت الجميع ,راحت السيدة علا تراقب المنازل والمناظر الطبيعية وهي تفكر بكلام السيدة ليلى حول جريمة قتل جواد حفيد السيد مراد عاشور ,ولكنها مسرورة لأنها مسكت طرف الخيط , فقالت لنفسها علي ان اجد أشخاص يعرفون جواد او زوجته نهال لأعرف من هو القاتل الحقيقي .
ثم أضافت قائلة لنفسها : استطيع تذكر الرسالة الأخيرة التي وصلت لي لقد جاء فيها انه ستاتيني دعوة من شخص ما يجب علي تلبيتها , وان يوجد أشخاص مكلفين بحمايتي ترى هل هم السيد صفوت وزوجته السيدة كامليا ؟ اه يا الله عقلي يصاب بارتجاج من كثرة التفكير.
وصل الباص الى منطقة جبلية على شاطئ البحر في تمام الساعة الثالثة وخمسة وأربعين دقيقة, وقطع حبل أفكار السيدة علا بكلام المرشدة السياحية التي قالت : ها قد وصلنا,ونزل الجميع من الباص مواصلين الرحلة مشيا على الإقدام.
كان الطقس مشمس قليلا ,حارا برياح جافة ,ومشى الجميع صاعدين نحو القصر التاريخي, اما السيدة علا فكان يسندها السيد صفوت والسيدة كامليا ,كان الطريق متعبا جدا وكان الجميع يمشون ويشربون الماء البارد حتى يخففوا على أنفسهم الى ان وصلوا للقصر ودخلوا الى الداخل.   
جلس الجميع ليرتاحوا قليلا ثم تطرقت المرشدة السياحية قائلة: هدا القصر يرجع الى القرون الوسطى, وقد أعيد ترميمه فيما بعد,ثم قامت والجميع تبعها قائلة: كما ترون انه مبني من الحجار على شكل حرف u وهو مكون من طابقين, لكل طابق خمس غرف , ما بين كل غرفة وغرفة ممر على شكل حرف z , ان الشكل الهندسي لهدا القصر فريد من نوعه , اما الأبواب والتوافد مصنوعة من الخشب الأحمر والزجاج الملون الدي يعكس الأضواء الخارجية والأرض مصونة من بلاط شفاف وكانه زجاج ممرج اما السقف فكان بأكمله عبارة عن زخارف ونقوش .
ثم دخلت الى غرفة الملك والملكة,وأنصت الجميع الى المرشدة السياحية التي قالت: هده غرفة الملك والملكة ,انظروا الى هدا السرير مصنوع من الخشب الأحمر منحوت عليه معالم هده الحضارة وأيضا الدولاب مصنوع من الخشب الأحمر ومنقوش بالرسومات الدالة على هده الحضارة , وهناك ساعة ضخمة ومرآة.
ثم انتقلت المرشدة السياحية الى غرفة اخرى قائلة : هدا هو الديوان الملكي الدي كان يجتمع الملك فيه بقواده للتخطيط والحرب ومناقشة شؤون البلاد, وهو مكون من صوان الملك في نهاية ممر طويل وعلى جانبيه كراسي لقواد الجيش وأعضاء مجلس الشيوخ.
وبعد دلك انتقلت المرشدة السياحية وتبعها الجميع الى غرفة اخرى قائلة: هنا كانوا يخزنوا الأسلحة , هدا سيف الملك وقد نحت اسمه عليه ,وهدا الترس والذراع والخوده, وهده أسلحة المنجنيق, والسيوف, والرماح ,والأقواس, وهده بعض الرسائل المتداولة بالحرب, والأختام والخرائط وأشياء اخرى.
واخيرا انتقلوا الى الغرفة الأخيرة بعد ان رأوا بقية الغرف ,التي كانت عبارة عن غرف نوم تحتوي على الاسرة الملكية الفخمة بألوان مختلفة جميلة جدا ودواليب بنفس الوان السراير , وهناك غرفة الطعام التي تحتوي على طاولة كبيرة ضخمة عليها عشر كراسي ,كانت الطاولة والكراسي بلون بني غامق منقوش على حوافهم اسم الملك بلون دهبي ,وهناك بعض التحف وقنينات المزخرفة بألوان زاهية جميلة.
وحين وصلوا الغرفة الأخيرة, قالت المرشدة السياحية : هده الغرفة كانت مخصصة للحفلات الملكية, والأغاني, والرقص, حيث كان الملك يأتي بالغانيات للغناء والرقص مقابل المال الوفير لإرضاء مزاجه هو وأعوانه, وأيضا يقيم الحفلات
العائلية الراقية المصحوبة بالموسيقة الصاخبة , وهناك الحفلات التنكرية.
ثم انتقلوا الى القبو حيث يوجد عددا كبيرا من السجون, وتطرقت المرشدة السياحية قائلة :هنا كان يحبس المساجين ويعذبون بشتى الطرق, الجلد , التعذيب بالسيخ , او تعريضهم للحيوانات المتوحشة لتأكلهم إحياء,وأضافت قائلة: لقد كان لهده الحضارة او هؤلاء القوم قوانين شنيعة بشان القصاص بواسطة أناس غلاظ شداد .
تركوا القبو صاعدين نحو الأعلى ,وتوجهوا الى حديقة القصر ,فقالت المرشدة السياحية: هده هي حديقة القصر , كانت في زمانها تحتوي على انواع الأشجار والورود والازهار , اما الان تحاول الجهات المختصة اعادة زراعتها من جديد , هدا تمثال للملك وهو على جواده يحارب, هنا ايضا تمثال هو والأسد الدي يربيه مع الوحوش الاخرى ,هدا البيت الخشبي كان لتربيه الوحوش والحيوانات.
توقفت المرشدة السياحية برهة ثم تطرقت قائلة :هدا كل شيء عن هدا القصر , انها الساعة الثامنة مساء لنعد الى الفندق, الجميع: نعم حسنا لنعد, تريا: جميعنا متعبين ,أضافت والدتها مها: ونتضور جوعا, ضحك الجميع ,ثم تطرقت السيدة علا: انني متعبة من المشي الطويل حين جئنا ,ومن الوقوف الطويل هنا والتنقل من غرفة الى غرفة, وصعود وهبوط الدرج, ولا ينقصني الا طرق العودة الى الفندق لأموت, ضحك الجميع قائلين هوني عليك سيدة علا.
خرج الجميع من القصر متوجهين الى الباص, كان الطقس باردا جميلا ,و نسيم البحر يداعب وجوهم كالطفل الدي يداعب والدته, وينثر قطراته الباردة عليهم كحبات اللؤلؤ المنثور, في ظلمه الليل الحالك الدي يبدو كشعر فتاة يافعة تتدلل بشعرها الأسود المزدان بحبات الكريستال اللامعة, ظلوا يمشون ويكافحون دلك الطريق الوعر المتعرج الى ان وصلوا الى الباص في تمام الساعة التاسعة مساء.
صعد الجميع الباص وجلسوا في مقاعدهم, انطق الباص عائدا الى الفندق , راح كل اعضاء الرحلة يتأملون المناظر الطبيعية في ضوء القمر الخافت , بدت وكانها متجمدة ساكنة بلا حراك كلوحة مرسومة بالألوان الزيتية.
وصل الباص الى الفندق, وتوقف في مكانه المخصص في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء, نزل الجميع متوجهين الى الفندق ,واخدوا مفاتيح غرفهم , متوجهين نحو المصعد الدي فتح بابه وصعد الجميع به الى الطابق الخامس ودخل كل واحد منهم الى غرفته.
جلست السيدة علا على السرير متعبة ومتهالكة القوى قائلة لنفسها: يا له من يوم شاق ومتعب, ثم صرخت قائلة: هل عليا ان أتحمل كل هدا العناء من اجل ان احل هدا اللغز؟.
ثم دهبت لتغير ملابسها , وبعد ان اخدت حمامها جلست على السرير وتناولت لائحة برنامج الرحلة فوجدت ان رحلة الغد تتطلب مشيا على طول الشاطئ ثم صعود الجبل ,فقررت ان تتخلف عنها وقالت: سوف اخبر المرشدة السياحية.
وبينما هي كدلك طرقت النادلة الباب ثم دخلت قائلة: العشاء جاهز سيدة علا , السيدة علا :حسنا آتية.
هبطت السيدة علا بالمصعد الى الطابق الثالث متوجهة الى غرفة الطعام ,وجلست بجانب تريا ووالدتها مها,كان الطعام على الطاولة عبارة عن سندوتشات اللحم المفروم ,سلطة الفواكه وسلطة الماينيز ,كؤوس العصير الدي كان عبارة عن ليمون بالنعناع واكواب القهوة, تناول الجميع العشاء بصمت على أنغام الموسيقى الكلاسيكية , ثم احتسوا القهوة.
وبينما هم كدلك تطرقت السيدة علا قائلة للمرشدة السياحية: سأتخلف عن رحلة الغد لاني متعبة ولن اتحمل مشقة رحلة الغد, المرشدة السياحية حسنا ادا ستبقي هنا في الفندق, السيدة علا : نعم, وعندئذ تطرقت السيدة كامليا قائلة:وانا ايضا سأتخلف عن الرحلة انا وزوجي صفوت , صفوت: نعم ,لاننا متعبين جدا , المرشدة السياحية :حسنا لكل من سياتي الرحلة غدا ستكون في تمام الثالثة بعد الظهر مثل اليوم , الجميع: حسنا, ثم دهب كل واحد منهم الى غرفهم.
دخلت السيدة علا الغرفة وجلست على سريرها ونظرت في المفكرة التي كتبت بها كلام ليلى عن جريمة قتل جواد حفيد السيد مراد عاشور راحت تفكر و تفكر حتى نامت.
اشرقت شمس الصباح الذهبية وغردت الطيور بأصواتها الجرسية الناعمة, استيقظت السيدة على طرق النادلة وهي تقول: سيدة علا , السيدة علا :ادخلي ,فدخلت النادلة وفتحت النافدة لتدخل أشعة الشمس الى الغرفة وتدفئها ثم قالت: الافطار جاهز سيدتي, السيدة علا حسنا كم الساعة الان؟ النادلة الحادية عشر صباحا , دهبت السيدة علا الى الحمام وارتدت فستان اخضر وانتعلت حداءها , ثم اخدت حقيبتها متوجهة المصعد ,وقفت امامه وما هي الا برهة حتى فتح المصعد وصعدت به هابطة الى الطابق الثالث , خرجت من المصعد متوجهة الى غرفة الطعام, دخلت الغرفة وجلست بجانب السيدة عزة زوجت المليونير رمزي وتناولوا الطعام الدي كان عبارة اطباق الفول, اطباق الحمص ,اطباق الفاصوليا , بعض الارغفة, اكواب الشاي .
تناول الجميع طعام الافطار  وهم يتناقشون حول الرحلة السابقة, منهم من أعجب بها ومنهم من لم يعجبه بسبب المشقة والتعب الدي كابدوه,اكملوا تناول طعام الافطار في الثانية عشر ظهرا , وحان موعد ادان  الظهر , فقام كل منهم لأداء صلاة الظهر .
مر الوقت سريعا كالسهم عندما يطلقه الصياد من القوس ليصيب الهدف الذي يريده, كانت الساعة الثانية ظهرا حين توجه الجميع الى غرفة الطعام لتناول الغداء, وبينما السيدة علا تمشي في الممر المؤدي الى غرفة الطعام, أد دنا منها صوت مبحوح مستوقفا إياها قائلا: هل انت السيدة علا ؟ , زوجة رجل الاعمال شوقي؟ التفت السيدة علا نحو دلك  الصوت فوجد امرأة في الخمسينات من العمر, طويلة وبنيتها متينة وبجانبها فتاة تبدو بلهاء في العشرينات من العمر,و بدا على وجهها ملامح الدهشة قائلة: نعم انا, ولكن من انتي؟, المرأة: انا مريم وهده ابنتي سها , لقد اتصل بنا السيد مراد عاشور يعلمنا بحضورك في هده الرحلة وأمر باستقبالك في منزلي لأنك ستتعبين من مشقة هده الرحلة, تذكرت السيدة علا
الرسالة الأخيرة التي وصلتها, وقالت فورا:هده رغبة السيد مراد عاشور ويجب ثلبيتها, حسنا ساتي غدا ظهرا , مريم: حسنا ساتي لاصطحبك, والان الى اللقاء السيدة علا الى اللقاء , مرت السيدة كامليا وزوجها صوفت من جانبهم ملقين التحية فردوا التحية ,ثم دهبت مريم وابنتها سها, التحقت السيدة علا بالسيدة كامليا والسيد صفوت لتمشي معهم متجهة الى غرفة الطعام, سال السيد صفوت السيدة علا قائلا: من هده المرأة الغريبة سيدة علا؟ السيدة علا : انها مبعوثة من طرف السيد مراد عاشور الدي نظم لي هده الرحلة, وقد أمرها باستضافتي في منزلها لان هده الرحلة متعبة ولا اسنطيع تحمل مشافها, السيدة كامليا طبعا بالتأكيد.
دخل الجميع الى غرفة الطعام وهم يتناقشون حول رحلة اليوم ,وجلسوا على المائدة التي تكونت من اطباق الارز المدخن , اطباق الارز المكبوس , اطباق الارز باللحم , اطباق الدجاج المشوي, المقلي, اطباق المكرونه بالباشمل , اطباق السلطات , اطباق الفواكه والخضروات , كؤوس عصير البرتقال , والرمان , والعنب.
تناول الجميع الطعام بصمت وأكملوا في تمام الساعة الثانية وخمسون دقيقة, عندها قالت المرشدة السياحية : أمامكم عشر دقائق لتتجهزوا وتتوجهوا الى الباص , الجميع حسنا , وقاموا لتجهيز انفسهم , وتوجهوا الى الباص في تمام الساعة الثالثة , وانطلق الباص في رحلته.
كانت السيدة علا قابعة في شرفة غرفة الطعام ,تنظر الى فله جواد وتفكر بكلام ليلى , ثم التفتت الى المنزل الدي بجواره قائلة : اني متا كده من ان هدا المنزل له علاقة بجريمة قتل جواد, وان هده المرأة التي تدعى مريم بها سر ,ان السيد مراد لم يرسلها لي الا انه متأكد انها ستوصلني لشيء ما , ولكن علي ان اكون حذرة كما جاء بالرسالة.
و........., وقطع حبل أفكارها السيد صفوت الدي جاء هو وزوجته السيدة كامليا قائلا: هل تأتين معنا سيدة علا لتناول القهوة في حديقة الفندق؟ السيدة علا: بالتأكيد,فدهبوا جميعا الى حديقة الفندق وجلسوا يحتسون القهوة.
كان الطقس غائما جميلا جدا يبعث السكون في النفس , وبينما الثلاثة جالسين يحتسون القهوة , تطرقت السيدة علا سائلة: ما هو عملك سيد صفوت قهقه السيد صفوت قائلا: تستطيعين ان تقولي اني رجل اعمال مستهتر , السيدة علا  مبتسمة: سوف اعتقد دلك مؤقتا ,ارتبك السيد صفوت وتغيرت ملامح السيدة كامليا ولكن سرعان ما تلافى الامر السيد صفوت قائلا :ما رأيكم في الذهاب الى السينما ؟ كامليا: فكرة رائعة , السيدة علا: رائع احب مشاهدة الأفلام داخل دور العرض السيد صفوت: حسنا لندهب .
    قام الجميع وخرجوا من الفندق , واستقل السيد صفوت سيارة اجرة للدهاب الى المدينة التي تبعد عن المنطقة التي هم فيها ربع ساعة,
  انطلقت السيارة بعد ان ركبوا فيها وانطلقت في طريقها الى المدينة, ومن اغرب الصدف انها مرت بفله جواد من الشارع الخلفي ,ولحظت السيدة علا ان المنزل القديم الدي بجوار الفلة يوجد بجانبه دكان صغير وكانه عطار , فسالت : ما هدا الدكان فأجاب السائق:انه دكان عطارة وبيع توابيت الموتى وأيضا يبيع مواد تحنيط الجثث, السيدة علا: تحنيط الجثث؟ السائق : نعم فغالبا يستخدموه أهالي هده المنطقة لتحنيط الأسماك الغريبة وبيعها, السيدة علا جميل.
ثم أخرجت المفكرة من حقيبتها ودونت معلومات الدكان وأرجعتها الى الحقيبة, ثم اخدت تشاهد معالم المدينة والمباني الشامخة, الأبراج, الأسواق , والمحلات, دور العرض , المسارح, كل شيء كان فيه صخب الحياة.
توقفت السيارة امام دور السينما , ونزلوا جميعا بعد ان دفع السيد صفوت اجرة السيارة, ودخلوا السينما كانت مقاعدهم في الصفوف الأمامية وبدا العرض.
مر الوقت سريعا وانتهى عرض الفلم, خرجت السيدة علا و كامليا والسيد صفوت من السينما وهم في غاية السعادة ,في تمام الساعة التاسعة مساء, واقترح السيد صفوت الدهاب الى المطعم لتناول طعام العشاء , وافقت السيدتان , فاستقلوا سيارة اجرة ودهبوا الى افخر مطعم في المدينة.
توقفت السيارة امام المطعم ,ونزل الجميع داخلين الى المطعم, انبهرت السيدة علا بجمال المطعم وتصميمه الدي كان زخرفته على نمط العصر الحجري الحيطان المنحوتة بالخشب والأجاص, الطاولات والكراسي الخشبية , كل شيء فيه يدل على الدوق الرفيع.
جلست السيدتان على إحدى الطاولات بينما دهب السيد صفوت لاختيار الطعام ودفع الحساب ,ثم عاد وجلس مع السيدتان علا و كامليا , وما هي الا لحظات حتى جاء النادل ومعه الطعام الدي كان عبارة عن البيتزا, فطائر الجبن, فطائر الفراولة, سلطة الماينيز , عصير الفواكه المشكلة , ايسكريم.
فانبهرت السيدة علا قائلة: هدا كثير سيد صفوت انت كريم , كامليا: لا يا سيدة علا هدا طبع زوجي مع كل الناس , السيد صفوت مقهقه: ستدفعين انثي تمنه سيدة علا, السيدة علا: حسنا , ولكن يؤسفني ان لا ارجع معكما الى الفندق لان صاحب المطعم سيقوم بالواجب ويرسلني الى السجن, فضحكوا جميعا.
و شرعوا يأكلون ويشاهدون الاستعراض الدي أقامه المطعم, الدي كان عبارة عن سبع فقرات,فقرة رقص الباليه ,فقرة عزف الموسيقى الكلاسيكية ,فقرة الرقص الفلكلوري الشعبي, فقرة غناء الأوبرا ,فقرة التمثيل الكوميدي, فقرة التمثيل التراجيدي, فقرة مسابقة الأطفال.
اكمل الجميع تناول الطعام , وانتهى العرض, شكرت السيدة علا السيد صفوت وزوجته, وحينئذ تطرق السيد صفوت قائلا: انها الحادية عشر مساء علينا العودة الى الفندق , السيدة علا : نعم يجب ان ارتاح ثم أوضب أغراضي للدهاب غدا الى منزل السيدة مريم , كامليا: حسنا لندهب.
خرج الجميع من المطعم واستقل السيد صفوت سيارة اجرة, وركبوا بها , راحت السيدة علا تشاهد جمال المدينة المتلألئ في أضواءها الصاخبة قائلة: حقا انها تحفة .السيد صفوت : نعم هده المدينة لها طابعها الخاص حقا انها لوحة فنية جميلة , تتميز بالأبراج الشاهقة والمباني وصخب الحياة.
مر الوقت ووصلت السيارة الى الفندق ونزل الجميع بعد ان حاسب السيد صوفت
السائق الدي انطلق مسرعا ذهابا, دخلوا الفندق واخدوا مفاتيح غرفهم, وتوجهوا الى المصعد, فقابلوا المرشدة السياحية التي كانت صاعدة ايضا هي وبقية المجموعة, فالقوا عليهم التحية, وفتح باب المصعد, وصعدوا جميعا, سالت السيدة علا : كيف كانت الرحلة؟ الجميع بصوت واحد: جميلة ولكنها شاقة جدا, قالت تريا: اين دهيتم؟ أجابت السيدة كامليا: دهبنا الى المدينة للمشاهدة فلم في دور السينما ثم تناولنا طعام العشاء, المرشدة السياحية : رائع!!! هل ستتخلفون عن رحلة الغد؟ السيد صفوت: كلا انا وزوجتي سننضم معكم وستذهب السيدة علا الى منزل صديقتها, المرشدة السياحية : حقا, رائع , ولكن انتبهي لنفسك سيدة علا وان حصل أي شيء اتصلي بنا , السيدة علا: طبعا بالتأكيد سوف افعل , شكرا.
وصل المصعد الطابق الخامس, وفتح الباب , خرج الجميع وتوجهوا الى غرفهم قائلين لبعضهم: طابت ليلتك.
دخلت السيدة علا غرفتها, واخدت حماما ساخنا, ثم رتبت اغراضها في حقيبتها قائلة لنفسها: اتمنى ان انجح في هده المهمة الغامضة.
ثم قرات مفكرتها وهي تنظر من زجاج النافدة الى المنزل القديم , قائلة: لست غبية لهده الدرجة يا سيد مراد ولكني اعمل بالخطوات التي تقودني انت بها ويجب ان احل اللغز.
أرجعت المفكرة الى حقيبة يدها , واطفات النور ونامت لتستعد لاستقبال يوم ملئ بالمفاجأة والأشياء المجهولة.                         
                            
                                     
   
                











                              

                                     

في منزل السيدة مريم ,ومعلومات جديدة
 كانت الساعة التاسعة صباحا و جاء الصباح بابتسامته البيضاء العريضة, وكانه طفلة في الثالثة من عمرها تبتسم ببراءة الطفولة الوردية الى والديها.
استيقظت السيدة علا من نومها على الصوت الموسيقي الجميل للعصافير الدي داعب أدنيها, ونهضت من سريرها متوجهة الى الحمام, اغتسلت وغيرت ملابسها فقد ارتدت فستان اخضر جميل ولفت شعرها بتسريحة تليق بسنها وانتعلت حدائها ولبست قبعتها ثم تفقدت اغراضها لتستعد للدهاب الى منزل السيدة مريم.
بعد أنهت ترتيب نفسها جلست على حافة السرير بجانبها حقيبة الملابس, وأخرجت مفكرتها تراجع مجددا ما كتب فيها ,طرق باب الغرفة , السيدة علا: ادخلي ,فدخلت النادلة قائلة:كيف علمتي اني من طرق الباب؟, السيدة علا: انها العاشرة صباحا وموعد الافطار قد حان ولا احد سيطرق ليعلمني بالموعد غيرك, النادلة: ما هدا ؟ هل ستغادرين الفندق؟ السيدة علا : نعم لبعض الوقت  ثم اعود, النادلة: حسنا اتمنى لك  رحلة سعيدة سيدتي , السيدة علا: شكرا , و الان احملي الحقيبة الى غرفة الغرفة الطعام , النادلة :حسنا , فحملت الحقيبة وخرجت من الغرفة وتبعتها السيدة علا.
توجهت السيدة علا نحو المصعد وتبعتها النادلة, فتح باب المصعد وصعدوا به الى الطابق الثالث, وما ان وصل المصعد الى الطابق الثالث حتى فتح باب المصعد وخرجت كل من السيدة علا والنادلة منه متوجهتان الى غرفة الطعام.
دخلت السيدة علا غرفة الطعام وجلست على المائدة بجانب محمد وعمر ووضعت النادلة الحقيبة بجانبها ودهبت,قال محمد : لقد قررت الدهاب سيدة علا, السيدة علا: نعم, لبعض الوقت, المرشدة السياحية: سنشتاق لك كثيرا تواصلي معنا , السيدة علا بالتأكيد سأفعل.
جاء النادل بالطعام ووضعه على الطاولة ,فكان عبارة عن قطع اللانشون, قطع النقانق سندوتشات الفول المدمس , كؤوس الماء , وكؤوس العصير المكون من عصير الكيوي, والنعناع بالليمون, اكواب القهوة والشاي.
شرع الجميع بتناول الطعام , وهم يتكلمون عن الطقس الجميل الدي بدا يعتدل ويبعث الانشراح في النفس, ثم احتسوا القهوة , تطرقت المرشدة السياحة تقول : اليوم سنزور قصر يرجع تاريخه الى العصر السادس عشر ,الجميع: حسنا لا باس, السيدة علا: اين يقع القصر؟ المرشدة السياحية: يقع على الجبل الشرقي أي انه يحتاج ساعتين مشي الى الجبل وسنذهب في الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا ,السيدة علا: الحمد لله اني لن آتي معكم, فضحك الجميع.
مر الوقت والجميع يتكلمون في جو من المرح والسعادة , دقت الساعة الحادية عشر وربع صباحا حين جاءت السيدة مريم, دخلت الى غرفة الطعام قائلة: صباح الخير الجميع: صباح الخير ,السيدة علا: اهلا مريم, مريم : لقد جئت لاخدك الى منزلي, هل انثي جاهزة؟, السيدة علا :نعم , لندهب , مريم :هيا بنا , تطرق السيد صفوت قائلا: سادهب الى السوق لاحضار بعض الاغراض لزوجتي ما رأيكم ان أوصلكم الى المنزل في السيارة الأجرة؟ السيدة علا: حسنا رائع.
   خرج كل من السيد صفوت والسيدتان علا ومريم من الفندق , واستقل السيد صفوت سيارة اجرة , ركب الثلاثة السيارة, عندها تطرقت مريم قائلة: منزلي قريب من هنا انه امام البحر وقريب من المسجد, لا يستغرق غير عشر دقائق , السائق: عرفت الشارع .
وما هي الا عشر دقائق حتى توقفت السيارة امام دلك المنزل الرمادي اللون دو طابقين, صعقت السيدة علا وقالت: هل هدا منزلك يا مريم , مريم: نعم تفضلي بالدخول .
ونزلت السيدتان من السيارة , وودعت السيدة علا السيد صفوت , وانطلقت السيارة في طريقها , حملت مريم حقيبة السيدة علا ودخلوا الى المنزل. كانت الحديقة مهدومة بالأشياء ولم يكن هناك أي زرع سوى شجيرات شيطانية تنمو لوحدها بعد هطول المطر, فتحت مريم باب منزلها قائلة : تفضلي بالدخول سيدة علا , السيدة علا : شكرا , ودخلت الى الصالة, بينما حملت مريم حقيبة السيدة علا الى إحدى الغرف في الطابق العلوي قائلة: سأحمل حقيبتك الى الغرفة وارى سها هل انتهت من تجهيزها , السيدة علا: حسنا.
جلست السيدة علا في الصالة على احد الكراسي ,وراحت تتامل المنزل فرات الصالة مفتوحة على ثلاث غرف , غرفة مغلقة بأحكام, وغرفة الطعام, وغرفة صغيرة تبدو كأنها مكتب , كانت الحيطان رمادية اللون قديمة الطلاء ,وكانت الارض فيها بلاط من النوع البني  القديم قد أثقل كاهله الزمن, اما الأبواب فكانت مصنوعة من الحديد المخصص للأبواب, ويوجد نافدتين من الزجاج واحدة تطل على الحديقة المطلة لجهة البحر , والأخرى مطلة على الشارع مباشرة , وكلا النافدتين عليهما ستائر بيضاء قد أثقل كاهلها الغبار, واخيرا يوجد أربع كراسي عليها فرش مخملي ازرق وسطهم طاولة صغيرة.
نزلت مريم ومعها ابنتها سها قائلة: عذرا سيدة علا تأخرنا عليك غرفتك جاهزة , السيدة علا : لا باس ,شكرا, أتعبتكم معي , مريم: لا شكر على واجب, انها الثانية عشر ونصف ما رأيك ان تصعدي الى غرفتك كي ترتاحي؟ وعندما يجهز الغداء سأعلمك, السيدة علا: فكرة رائعة .
صعدت مريم الى الطابق العلوي تبعثها السيدة علا التي راحت تتامل الدرج الخشبية القديمة التي فقدت لونها , وصلوا الى الطابق العلوي الدي كان مكون من غرفتين متباعدتين , وقفت مريم امام الغرفة اليمنى وفتحت الباب قائلة: تفضلي سيدة علا هده غرفتك , دخلت السيدة علا قائلة : شكرا , مريم : هل تحتاجين شيء ؟ السيدة علا: لا.
دهبت مريم مغلقة ورائها الباب , وقفت السيدة علا تتامل الغرفة كانت الغرفة كبيرة جدا رمادية اللون بها سرير خشبي متوسط بني داكن , ودولاب بنفس لون السرير دو فردتين واحدة للتعليق الملابس ,والأخرى للملابس المعطفة , وخزانة للأشياء الصغيرة , كما يوجد مرآة صغيرة على الحائط أمامها كرسي خشبي صغير , وهناك نافدة زجاجية تطل على دكان العطارة الدي يقع خلف المنزل , ويوجد على النافدة ستائر بيضاء, واخيرا يوجد في الغرفة حمام صغير.
رتبت السيدة علا اغراضها في الدولاب ودهبت لتغتسل وتصلي الظهر , ثم استلقت على السرير لترتاح قليلا قائلة: في نفسها سأحاول ان احصل على بعض المعلومات من مريم دون ان أشعرها بشيء , ثم أغمضت عينيها لتسترخي قليلا.
 مر الوقت سريعا كضوء البرق الدي يخطف الأبصار ,ليخيف البشر ويتبعه صديقه الرعد بصوته الغاضب ليعلن عن  انتقامه من البشر.
كانت الساعة الثانية ظهرا حين افاقت السيدة علا من استرخائها على طرق الباب بواسطة مريم التي قالت : سيدة علا هل يمكنني الدخول؟, السيدة علا: ادخلي, فدخلت مريم قائلة: الغداء جاهز سيدة علا, السيدة علا : حسنا آتية.
خرجت مريم وتبعتها السيدة علا, وهبطوا الدرج الى الطابق السفلي , متوجهات الى غرفة الطعام ,التي كانت مكونة من أربع كراسي خشبية وطاولة متوسطة , ودولاب يحتوي على أواني معدنية وزجاجية, كؤوس واكواب وابريق, ملاعق والسكاكين , كما يوجد بها طباخة صغيرة وثلاجة صغيرة.
جلست كل من السيدة علا , مريم,وسها , على المائدة لتناول طعام الغداء  الدي كان عبارة عن ثلاث اطباق من الشربة , دجاج مشوي, ارز بالصلصة, كؤوس عصير الليمون , اكواب الشاي.
شرعوا بتناول الطعام وهم يتحدثون حول الطقس, والزراعة, غلاء الأسواق, وكانت سها كل حديثها ضحك وتعليق, اكملوا تناول الطعام وانتقلوا الى الصالة لشرب الشاي , فوجدت السيدة علا نفسها امام مريم وابنتها, لاحظت ان مريم امرأة قوية جدا متينة البنية رغم كبر سنها شعرها ملفوف اسود به خصلات كثيرة بيضاء ,وجهها شاحب, عيناها غارقتان حزينتان, اما ابنتها سها فكانت بلهاء رغم جمالها الا انها كثيرة الضحك مضطربة , شعرها منكوش أشعت رغم طوله وجماله, عيناها دائما تدوران وتنظران الى الخلف وكانها خائفة من شيء ما .
جلسوا لتناول الشاي , تطرقت السيدة علا قائلة: لماذا حديقتك مهدومة يا مريم؟ وأضافت: انا احب الحدائق واهتم بزراعة الزهور, مريم: لقد كانت مزروعة الى ما قبل سنة فجاء مطر غزير فتهدمت الأشجار وعواميد الزينة وبيت الازهار الخشبي فأصبحت كما ترين مهدومة بالخشب والأشياء القديمة ولم اجد من يساعدني في تنظيفها , سها: كنت اعشق بيت الازهار ولكني فقدته , السيدة علا : لا باس ربما في يوم ربنا يعوضك بأحسن منه.
 دقت السعاة الثالثة ونصف عصرا, وقرع جرس الباب, فتحت سها الباب فدخلت امرأة حاملة معها جرتان من الحليب البقري ,فادخلتها سها الى المطبخ لتصب الحليب في زجاجات.
تطرقت مريم قائلة:هل يمد لك بأي صلة السيد مراد عاشور ؟ السيدة علا: كلا انه صديق قديم لي و لزوجي, وهو من نظم لي هده الرحلة كوني مريضة فأرادني ان أجدد نشاطي , وأنثي يا مريم هل السيد مراد عاشور من أقاربك؟, ارتبكت مريم قليلا ثم تمالكت أعصابها قائلة: كلا , ولكني مربية حفيده جواد, فأنصتت السيدة علا باهتمام ,وتابعت مريم قائلة:لقد كنت متزوجة وأنجبت ابنتي سها ولكن زوجي كان يريد ولد وليس بنت, ونظرا لاني لن اخلف بعد بسبب مرض أصابني فقد طلقني زوجي وطردني انا وابنتي الرضيعة في الشارع , فراني السيد مراد عاشور على احد الأرصفة فأشفق علي واخدني الى منزله ,الدي كان يعيش فيه مع ابنه عماد وزوجة ابنه بثينة التي كانت قد أنجبت اخيرا جواد , فتوكلت انا بتربيته أحببته بل عشقته وكانه ابنا لي, كان السيد مراد عاشور يحب ابنتي هو وابنه وزوجه ابنه ويعاملونها مثل جواد,كان جواد لا يفارقني ابدا ,يرافقني في كل مكان , ادهب به الى المدرسة هو و ابنتي, واخدهم منها ,كان يناديني امي , احبني كثيرا وتعلق بي, وتعلقت به اكثر , رافقني معه في كل مكان أحببته اكثر من ابنتي, حتى في يوم تخرجه ارتمى بين أحضاني قبل والديه وجده , كان يستشيرني بكل شيء الا امر زواجه من تلك اللعينة نهال ,فقد جاء الى هنا بهدف عمل صفقه لجده وبعد شهرين اتصل بنا مخبرا انه سيتزوج بعد أسبوع ,سأله والده من هي وعرفنا انها بنت  ناس طيبين لكنها كانت تخفي خبثها.
جئنا الى هنا في اليوم الثاني , فوجدناه قد رتب كل شيء واشترى تلك الفلة التي بجواري وطلب مني العيش معه ,الا اني رفضت لان ابنتي شابه ولم أشاء ان تعيش في منزل متزوجين في شهر عسل, وطلبت منه ان يشتري لي هدا المنزل نفد طلبي وهو مضايق لانه ارادني ان أعيش معه, ولكني أقنعته اني ساتي لخدمته من الصباح حتى الليل.
مرت الايام وبعد شهر من زواجه, وفي ليلة ما قبل ليلة المطر سمعتهم يتكلمون ان في اليوم التالي ستذهب نهال الى تعلم القران وعلومه وكانوا في قمة الفرح لأنها كانت حامل, وفي اليوم الثاني قدمت لهم العشاء وعودت الى منزلي , فحدث مطر وعواصف رهيبة لم استطع الخروج , فاتصلت بجواد فلم يرد علي لا هو ولا نهال, وفي صباح اليوم التالي وجدت جثة جواد في شاطئ البحر مهشمة الوجه تماما وقد دهبت لأتعرف عليه انا فعرفته اما أهله رفضوا رؤيته لانه كان مشوه تماما, اما نهال فقد بحثت عنها الشرطة فلم تجدها في المنزل بل لم تعد له مند خروجها منه , ولم تدهب لتعلم القران , ولم تدهب الى منزل جدتها, بل وجدت في طريق فرعي مؤدي الى المدينة تمشي بخوف  وفستانها كله دم.
فنزلت دمعة حزينة من عين مريم فمسحتها بالمنديل وهي تنظر ناحية الغرفة المغلقة, تطرقت السيدة علا قائلة: هوني عليك يا مريم لم اكن اعرف  دلك كله مريم: لا باس سيدتي,  السيدة علا : ولكن من الدي كان سيعلم نهال القران؟ مريم: انه امام المسجد الدي في الجوار وهو ايضا عمدة المنطقة هده, السيدة علا: هل نهال بهده القوة لتقتل جواد و تسحبه الى الشاطئ رغم انها حامل ؟ مريم: جواد نحيل , ثم سكتت برهة وقالت: الشر يساعد على الشر مهما كان, السيدة علا : الطريق الفرعي بعيد من هنا ؟ مريم: بحوالي عشر دقائق وهو طريق لا يعرفه الكثير, انها خبيثة, السيدة علا: هل لديك صورة لهما ؟ مريم: نعم , فأخرجت مريم صورة من جيبها وأعطتها للسيدة علا التي بدورها قالت بحزن: انهما شابان , ترى ما الدي حملها على قتله ؟ مريم: ربما أرادت ان ترثه , السيدة علا : هل ارضعتي جواد؟ ,مريم: لقد كانت السيدة بثينة ترفض ان يرضعه احد غيرها,السيدة علا:
لماذا لم يحكموا على نهال حتى الان؟ مريم: السيد مراد دائما يطلب اعادة التحقيق لانه متأكد من برأتها لا اعرف لماذا؟ سكتت السيدة علا برهة ثم غيرت الموضوع  قائلة: هل ابنتك مريضة ؟ مريم : كلا لقد كانت سليمة الى ان حدث بجواد ما حدث , وهدمت المزرعة التي كانت تحبها كثيرا , وهدم منزل الازهار الدي كانت تعشقه, صارت هكدا ربما كان كل دلك صدمة لها , وقد تطوع السيد مراد عاشور بعلاجها في مصحة الامراض العقلية لكن دون فائدة , فقررت ان أخرجها لأرعاها, السيدة علا: جيد الله يشفيها.
خرجت المرأة صاحبة الحليب من المطبخ برفقة سها وألقت التحية وخرجت, جلست سها بجانب والدتها قائلة امي انها الخامسة ونصف علينا القيام بمهامنا اليومية , مريم: لا سوف نؤجلها الى الليل, سها بحزن: حسنا.
تغاضت السيدة علا عن كلامهما , وأخرجت كرة صوفية وإبرة لتشتغل , بينما راحت سها تسمع الأغاني في التلفاز ,بينما راحت مريم تغسل الملابس وتنشرها , وبينما هي كدلك سقط بنطلون رجالي على الارض فانتشلته بسرعة وهي مرتبكة, رأته السيدة علا ولكنها تغاضت ايضا.
مر الوقت مرور الدخان الدي يمر على مرآة الزمن الدخانية ليرسم مذكراته البائسة على حيطانها ليكسوها غبار  سنوات الضياع.
كانت الساعة التاسعة مساء حين جاءت مريم الى الصالة قائلة: العشاء جاهز, سها: اوه اني جائعة ثم راحت بسرعة الى المطبخ, تطرقت السيدة علا قائلة :لقد تعبت يا مريم , مريم: لا عليك سيدتي .
دهبوا الى المطبخ وجلسوا على المائدة لتناول طعام العشاء الدي كان عبارة عن طبق فاصوليا , طبق حمص , طبق بيض مقلي, بعض الارغفة, ثلاث كؤوس من عصير الليمون , اكواب الشاي .
اكملوا تناول طعام العشاء ,واحتساء الشاي , تطرقت السيدة علا قائلة: اشعر بالنعاس سادهب لأنام, مريم :معك حق وانا كدلك اريد ان انام , دهين السيدات, السيدة علا : طابت ليتكما , فردت كل من مريم وابنتها سها : طابت ليلتك.
اطفات مريم الأنوار , ودهبت وابنتها الى غرفتهم, دخلت السيدة علا الى غرفتها وأغلقت الباب بإحكام وجلست على السرير , ثم أخرجت مفكرتها وكتبت كل المعلومات التي حصلت عليها من مريم ,وما ان أكملتها ووضعتها في حقيبتها حتى سمعت صوت باب حديدي يفتح في الطابق السفلي, اطفات الأنوار, وانتظرت برهة من الزمن ثم تسللت بهدوء دون ان يشعر بها احد, ونظرت فوجدت مريم تدخل الغرفة المغلقة ومعها ملابس رجالية وما هي الا ربع ساعة حتى خرجت ومعها ملابس رجالية اخرى وأغلقت الباب بإحكام , فرجعت السيدة علا بسرعة الى غرفتها ,ونظرت من فتحة الباب فوجد مريم تتسحب داخلة غرفتها.
جلست السيدة علا و كتبت في مفكرتها كل ما رأته , ثم راحت تحللها تحليلا منطقيا لكل المعلومات التي حصلت عليها, وقالت لنفسها هناك شيئين مفقودين ان وجدتهم ساحل اللغز.
استلقت السيدة علا تفكر بكل ما توصلت له حتى نامت.
طلع النهار بأنامله البيضاء الناعمة ,وكانها أنامل فتاة شابة تداعب نسيم البحر المتراقص مع خصلات شعرها الذهبية المنتشرة على أرجاء الارض المترامية الإطراف ليبعث الامل في قلوب البشر.
كانت الساعة التاسعة صباحا ,حين استقيظت السيدة علا, و دهبت الى الحمام لتغتسل وتغير ملابسها وحين خرجت , ارتدت فستانها الأصفر وسرحت شعرها ,انتعلت حداءها, وحينئذ رن هاتفها النقال , ردت السيدة علا : الو صباح الخير سيد صفوت , السيد صفوت:صباح الخير سيدة علا ,اسمعي قالت المرشدة السياحية إننا سنعود في نهاية الأسبوع القادم ولا اعرف حتى الان ما هو السبب, ولكنها قالت اليوم في العشاء ستخبرنا عن السبب, السيدة علا حسنا ساتي العصر, السيد صفوت:حسنا الى اللقاء, السيدة علا: مع السلامة, ثم وضبت اغراضها في الحقيبة , ووضعت الحقيبة بجانب السرير وخرجت.
هبطت السيدة علا الدرج, فتلاقت مع مريم ,ابتسمت مريم قائلة :كنت صاعدة كي أوقظك, السيدة علا وهي تهبط الدرج برفقة مريم متوجهين الى غرفة الطعام : لقد تلقيت مكالمة من السيد صفوت يخبرني ان المرشدة السياحية قررت ان نعود في نهاية الأسبوع القادم وقال انها ستصفح هن السبب اليوم على العشاء ,مريم: حسنا سيدتي اتمنى لك رحلة سعيدة, تفضلي بالجلوس, فجلست السيدة علا قائلة: لقد سمعت البارحة صوت باب حديدي يفتح وبعد برهة اقفل ماذا كان هدا يا مريم ؟ ارتبكت مريم  قائلة: ربما كان دكان العطارة , السيدة علا: ربما , مريم: سأخرج انا وسها لعمل شيء وأعود سريعا السيدة علا: حسنا سأنتظركما واجلس في الصالة لمشاهدة التلفاز ,مريم: حسنا.
وشرع الجميع بتناول طعام الافطار الدي كان عبارة عن سندوتشات كبده , وطبق فاكهة, كؤوس ماء واكواب القهوة.
بعد ان اكملوا تناول الطعام واحتساء القهوة,توجهوا الى الصالة تطرقت مريم قائلة: انها الحادي عشر سنذهب ولن نتأخر, لا تفتحي الباب لأحد حتى لا تزعجي نفسك, السيدة علا مبتسمة : حسنا, وخرجت مريم وسها , وجلست السيدة علا في الصالة تشاهد التلفاز.
حاولت السيدة علا ان تفتح باب الغرفة المغلقة ولكن دون فائدة , حاولت ان تنظر من خلال فتحة الباب لكنها فشلت, حاولت ان تفتح باب المكتب لكن دون فائدة, وحينئذ قرع جرس الباب فتحت السيدة علا الباب فوجدت المرأة صاحبة الحليب , فقالت المرأة: جئت لاخد زجاجتي لقد نسيتها البارحة , السيدة علا: حسنا ادخلي
فدخلتا الاثنتين الى المطبخ , اخدت المرأة الزجاجة ثم طلبت من السيدة علا بعض من السكر, فبحثت عن علبة السكر بهدوء , بينما هي تبحث وجدت علبتين بجانب السكر , فصعقت السيدة علا لرؤيتها , ولكنها تمالكت نفسها واخدت علبة السكر وأعطت بعض منها للمرأة ثم قالت لها : لا تقولي لمريم اني فتحت لك الباب لأنها لا تريدني ان ادخل احد الى هنا , المراة: ولكنها ستلاحظ عدم وجود الزجاجة , السيدة علا: ضعيها مكانها وهدا ثمنها خديه, اخدت المراة المال وخرجت, اغلقت السيدة علا الباب وجلست في الصالة تكتب كل ماراته في مفكرتها وخبأتها في حقيبة يدها.
جلست على المقعد في الصالة تفكر بجدية , ثم قالت لنفسها: هكدا ادا بقى سؤال واحد واحل هدا اللغز سادهب الى عمدة المنطقة غدا.
مر الوقت سريعا ,كانت الساعة الثانية ظهرا حين عادت مريم وابنتها سها الى المنزل , وكانت السيدة علا قابعة في الصالة , فألقت التحية على السيدة علا قائلة: مرحبا سيدتي لقد تأخرنا عليك , بسبب إحضار الغداء , السيدة علا مبتسمة: لا باس اوه اني اتضور جوعا , مريم: حسنا, لناكل , هل آتى أحدا الى هنا؟ السيدة علا : لا.
دهبوا الى غرفة الطعام وجلسوا لتناول الطعام الذي كان عبارة عن, لحم مشوي ,ارز مكبوس,بطاطس مقلي,  سلطة ماينيز ,كؤوس عصير الكيوي, اكواب القهوة, طبق حلوة.
شرع الجميع بتناول الطعام ,واحتساء القهوة, ثم دهبوا الى الصالة , تطرقت السيدة علا سائلة: هل تحتفظين بأشياء جواد؟ مريم مرتبكة: كلا فقط الصور ليس الا ,
صمت الجميع لمشاهدة التلفاز برهة من الوقت ثم تطرقت السيدة علا قائلة : اوه انها الرابعة عصرا عليا العودة الى الفندق, سها ضاحكة : ابقي معنا , وكزتها مريم من الخلف قائلة: نعم ابقي معنا , السيدة علا : سأعود لأودعكم, مريم :حسنا اهلا بك وهي تتمنى ان لا تعود.
صعدت السيدة علا الى غرفتها , واخدت حقيبتها وتفقدت الغرفة لتتأكد من انها لم تنسى شيئا , ثم هبطت الدرج حاملة معها حقيبتها, وقفت في الصالة فقامت مريم وابنتها لتوديعها , ورافقتها مريم الى الشارع واستقلت سيارة , وقبل ان تركب السيارة نظرت الى مريم قائلة: سأعود لتوديعك قبل ان ارحل من هده المنطقة, ابتسمت مريم وقبل ان تتكلم ركبت السيدة علا السيارة التي انطلقت في طريقها الى الفندق.
وصلت السيارة الى الفندق وتوقفت امامه ونزلت السيدة علا من السيارة بعد ان دفعت الأجرة,دخلت الى الفندق وسالت موظف الاستقبال قائلة: اين المجموعة؟ الموظف: لم يعودوا بعد من الرحلة, هدا مفتاحك سيدة علا تفضلي , السيدة علا شكرا, ثم سألته قائلة: ما هو اسم عمده المنطقة هده؟ الموظف :اسمه عبد الله الصاوي, أتريدين رقم هاتفه؟ السيدة علا: نعم من فضلك.
اخرج الموظف سجل أرقام ضخم وبحث عن رقم العمدة الى ان وجده فأعطاه للسيدة علا التي سجلته في هاتفها النقال, قائلة : شكرا , الموظف: لا شكر على واجب, ثم نادى النادلة لتحمل حقيبة السيدة علا.
جاءت النادلة وحملت حقيبة السيدة علا,وتوجهت برفقة السيدة علا الى المصعد الدي فتح بابه فصدعتا الاثنتين, قالت النادلة: اهلا بك سيدتي , السيدة علا شكرا, وصل المصعدة الى الطابق الخامس وتوجهتا الى غرفة السيدة علا التي فتحتها فدخلتا ووضعت النادلة الحقيبة قائلة: هل تحتاجين شيء سيدتي؟ السيدة علا: لا شكرا, خرجت النادلة مغلقة الباب وراءها.
 جلست السيدة علا على السرير واخدت رقم عمده المنطقة وضربت الارقام رن
الهاتف, رفع الخط , السيدة علا: الو مساء الخير, هل هدا هاتف الشيخ عبد الله الصاوي عمده هده المنطقة؟ الشيخ: نعم , من انثي؟ السيدة علا: انا الدكتورة علا اعمل طبيبة لحساب الجرائم الجنائية سابقا , زوجة رجل الاعمال المتوفى شوقي, الشيخ: اهلا هل استطيع خدمتك بشيء سيدة علا؟ السيدة علا: نعم, هناك مسالة اريد التكلم بها معك , متى يمكنني مقابلتك؟ الشيخ: حسنا , غدا الساعة الرابعة عصرا في منزلي , ثم أعطاها عنوان منزله , السيدة علا: شكرا الى اللقاء , الشيخ الى اللقاء.
دهبت السيدة علا توضب اغراضها في الدولاب, ثم قالت لنفسها: ادا قرروا موعد العودة سأخبر جنة بموعد قدومي, وراحت تراجع المعلومات التي حصلت عليها وتحللها.
مر الوقت كشلال جارف , ليجرف ما يراه امامه من صفحات دخانية منقوشة على صفحات الزمان الغابر بجروحه المنهمرة على قلوب البشر.
كانت الساعة التاسعة حين كانت السيدة علا تطالع إحدى المجلات الثقافية , الترفيهية لتتسلى وتقضي وقتها, طرق الباب , السيدة علا : ادخلي , النادلة داخلة: العشاء جاهز , السيدة علا آتية.
  هبطت السيدة علا بالمصعد الى الطابق الثالث متوجهة الى غرفة الطعام, وحين دخلت غرفة الطعام قال الجميع :اهلا بك سيدة علا لقد اشتقنا لك, السيدة علا: شكرا وانا كدلك اشتقت لكم, ثم جلست بجانب ليلى, جاء النادل وقدم الطعام الدي كان عبارة عن فطائر البيتزا, فطائر سوبر سوبريم, سلطة الفواكه, سلطة الماينيز, اطباق الفواكه ,كؤوس عصير البرتقال, اكواب الشاي والقهوة.
شرع الجميع بتناول الطعام واحتساء الشاي والقهوة, وبعد ان اكملوا العشاء تطرقت المرشدة السياحية قائلة: لقد قررت ان نعود الى بلدتنا في نهاية الأسبوع القادم, بسبب تحذيرات خبراء الطقس حيث قالوا ان في نهاية الشهر ستأتي عواصف وإمطار ,ولهدا قررت العودة , وبسبب هدا غيرت برنامج الرحلة, سنكتفي بالقصور التي زرناها ومن غدا سنزور بقية الاشياء المحددة, الجميع : رائع, حسنا, المرشدة السياحية: هل ستنضمين معنا سيدة علا؟ ,السيدة علا: كلا  هناك اصدقاء لي يجب عليا زيارتهم, المرشدة السياحية : حسنا كما تشائين عزيزتي, منى: سيدة علا انك لم ترافقينا سوى مرة واحدة لم تستمتعي بهده الرحلة, السيدة علا: لأنها تتطلب مشي كثير وانا لا استطيع تحمل المشقة بسبب كبر سني, اوه انها العاشرة سادهب الى النوم, الجميع : طابت ليلتك سيدة علا فردت هي : طابت ليلتكم.
صعدت السيدة علا الى غرفتها ,وجلست على السرير واتصلت بجنة, رن الهاتف , السيدة علا :الو مرحبا جنة, كيف حالك؟ جنة: بخير , لقد استقت لك سيدتي, السيدة علا : وانا كدلك, اسمعي سوف نعود في نهاية الأسبوع القادم نتيجة سوء الطقس, جنة: سأعود قبلك  السيدة علا : لا, لا يمكنك البقاء عند اختك, جنة: سأعود قبلك, السيدة علا : حسنا الى اللقاء, جنة: الى اللقاء.
اغلقت السيدة علا الهاتف, وغطت نفسها لتنام استعدادا يوم جديد.
طلعت الشمس المشعة وكانها قطعة من الذهب , لتنير العالم بنورها وتبشر الناس بأمل مولد يوم جديد, غنت الطيور فرحا وطربا بهدا اليوم متمنية رزقها من الله عز وجل وتمايلت أغصان الأشجار رقصا ونسيم البحر, فرحا وطربا بمولود جديد.
استيقظت السيدة علا في تمام الساعة التاسعة والنصف, على طرق الباب , قالت السيدة علا: ادخلي, فدخلت كامليا قائلة وهي تضحك: لست النادلة انا كامليا, السيدة علا:  اهلا كامليا تفضلي, كامليا وهي تجلس على الكرسي: لقد سمعت النادلة تقول سادهب لإيقاظ السيدة علا فقلت لها انا سأوقظها, وجئت لإيقاظك, السيدة علا مبتسمة: اهلا بك سادهب الى الحمام , ثم ندهب لتناول الافطار, كامليا : حسنا سوف انتظرك هنا.
دهبت السيدة علا الى الحمام بعد ان اخدت اغراضها وأغلقت الباب, بعد برهة من الزمن فتحت كامليا حقيبة السيدة علا  وأخرجت المفكرة وقرات ما فيها بسرعة وأرجعتها مكانها وكان شيئا لم يكن ,قالت لنفسها : حسنا بقى شيئا واحد فقط ونعرف السر.
خرجت السيدة علا من الحمام مرتدية فستان ازرق جميل ثم سرحت شعرها وانتعلت حذاءها ,وخرجت مع كامليا هابطين بالمصعد, ثم توجتا الى  غرفة الطعام, جلست كامليا  بجانب زجها صفوت, اما السيدة علا فجلست بجناب عمر, شرع الجميع بتناول الطعام الدي كان عبارة عن فطائر الجبن, فطائر الفراولة, سندوتشات كبده, اطباق حمص, اطباق طحين بعض الارغفة, كؤوس عصير الفراولة , كؤوس عصير الرمان, اكواب الشاي والقهوة.
شرع الجميع بتناول الطعام وما ان اكملوا تناول الطعام حتى تطرقت المرشدة السياحية قائلة :ما رأيكم بزيارة الاسوق الشعبية اليوم ؟ الجميع: موافقون , المرشدة السياحية: حسنا ,انها العاشرة ونصف هيا بنا, السيدة علا: ساتي معكم حتى الرابعة عصرا , بعدها سوف أترككم لادهب الى شخص معروف, المرشدة السياحية : هدا جيد.
خرج الجميع من الفندق وصعدوا الباص جالسين في مقاعدهم, وانطلق الباص وما هي الا ربع ساعة حتى وصل الباص الى مكان الأسواق الشعبية, ونزل الجميع برفقة المرشدة السياحية, فتجولوا في الأسواق, فراو الملابس التراثية , القنينات , التحف , المكسرات والحلويات الشعبية, التماثيل, وكل ما يتعلق بتراث, البعض منهم اشترى , والبعض الأخر اكتفى بالمشاهدة.
مر الوقت سريعا, كانت الساعة الثانية ظهرا عندما حان موعد الغداء, فدهبوا الى المطعم  الدي كان دو طراز روماني راقي, كان بناء المطعم دو شكل قارب, اما الطاولات فكانت دو شكل بيضاوي بيضاء اللون مذهبة الأطراف والكراسي لها شكل الوردة بنفس اللون, اما الارض فكانت من البلاط الرخامي الأزرق, واخيرا السقف والحيطان فكانت بيضاء دات نقوش رومانية تراثية, ويوجد بين كل طاولة واخرى عمود مذهب دو نقوش وزخارف جميلة  
  سجلت المرشدة السياحية الطلبات ,وانتظروا على الطاولة ,جاء النادل بالطعام الدي كان عبارة عن اطباق الارز باللحم ,اطباق اللحم المشوي, اطباق الدجاج المحمر, اطباق السلطة, كؤوس عصير المانجو, كؤوس عصير الأناناس, اكواب الشاي و القهوة.
كانت الساعة الثالثة ونصف حين اكملوا تناول الطعام واحتساء الشاي والقهوة, تطرقت السيدة علا قائلة: يجب علي ان ادهب , السيد صفوت:  سأرافقك ان اردت, 
السيدة علا: لا داعي لدلك سادهب وحدي , المرشدة السياحية : في رعاية الله
السيدة علا وهي تغادر : شكرا الى اللقاء, الجميع :الى اللقاء.
خرجت السيدة علا من المطعم واستقلت سيارة اجرة, بعد ان ركبت بها أعطت السائق عنوان الشيخ عبد الله الصاوي, فانطلقت السيارة ووصلت امام منزل الشيخ في تمام الساعة الرابعة , نزلت  السيدة علا من السيارة بعد ان دفعت الأجرة الى السائق, فانطلقت السيارة في سبيلها.
توجهت السيدة علا الى المنزل , كان المنزل مكون من طابق واحد فقط , فمرت بحديقة المنزل التي كانت تحتوي على انواع من الورود , والازهار, والأشجار, كما يوجد طيور جميلة , وأبقار, أغنام, ماعز.
وقفت السيدة علا امام الباب, وطرقته , فتح الباب من قبل شاب صغير في السن وقال: هل انتي السيدة علا؟ السيدة علا: نعم, الصبي تفضلي والدي ينتظرك, فدخلت السيدة علا , فاستقبلتها امرأة قائلة: اهلا بك تفضلي , انا زوجة الشيخ عبد الله انه بانتظارك في المكتب سأعلمه بقدومك تفضلي بالجلوس,  السيدة علا وهي تجلس: شكرا.
دهبت المراة لإعلام زوجها, وجلست السيدة علا في الصالة التي كانت صغيرة تحتوي على أربع كراسي خشبية عريضة منحوتة الأطراف, وطاولة في وسطهم بنفس شكل ولون الكراسي , يوجد حول الصالة ثلاث غرف غرفة للشيخ وزوجته , وغرفة للأولاد, وغرفة المكتب, وحمام ومطبخ في جهة منعزلة, كانت الحيطان بيضاء مزينة بآيات من الذكر الحكيم, اما الارض فكانت من البلاط العادي سكري اللون.
جاءت المراة قائلة:  تفضلي بالدخول سيدة علا, السيدة علا: حسنا , ثم دخلت الى المكتب , وقف الشيخ وسلم عليها قائلا :  تفضلي بالجلوس, فجلس كلاهما .
تطرقت السيدة علا  قائلة: لقد كلفت بمهمة لم اعرف عنها شيئا من قبل السيد مراد عاشور , وجئت الى هنا في رحلة سياحية نظمها هو لي , واكتشفت ان حفيده قتل بظروف غامضة , وان المتهم هي زوجته رغم براءتها, الشيخ : كيف عرفتي انها بريئة؟ السيدة علا: من خلال ما توصلت له عرفت انها بريئة , وان القاتل شخص اخر , الشيخ باهتمام : من هو؟ , السيدة علا: لا ليس الان , عندما يحين الوقت سوف يعترف القاتل بنفسه, ولكن اريد ان أسالك هل آتت نهال اليك لتتعلم القران؟ الشيخ: لقد جاء الي جواد قبل مقتله بليلة هو وزوجته, واتفقا معي على ان تأتيني زوجته في اليوم التالي ولكنها لم تأتي ربما بسبب الإمطار التي حدثت , وفي اليوم التالي وجدت جثة جواد على شاطئ البحر مهشمة الوجه , ونهال وجدت على الطريق الفرعي المؤدي الى المدينة بفستان ملطخ بدم, وهي تصر على انها افاقت من النوم لتجد نفسها في الطريق الفرعي, سكت برهة ,و السيدة علا تنصت
 باهتمام وتكتب كل ما يقوله الشيخ, ثم قال: الأغرب من هدا كله يا  سيدة علا ان هناك شاب في العشرينات من عمره , هدا الشاب مسكين فقير وهو اخرس , كان يجلس بجوار فله جواد للشحاتة ,وكان الكل يعطف عليه وخصوصا جواد ولكنه في يوم ما وجد فيه جثة جواد كان هدا الشاب قد اختفى ولم يظهر حتى الان, هل ممكن يكون هو القاتل؟  السيدة علا مبتسمة : لا ليس هو, سؤالين أخيرين هل جسم هدا الشاب يشبه جسم جواد؟ الشيخ: نعم, هو نحيل متله, السيدة علا: هل كان المطر غزيرا جدا يمنع الخروج من المنزل؟ الشيخ: نعم تقريبا, هل توصلتي الى شيء سيدة علا؟ , السيدة علا: نعم وسأعلمك في الوقت المناسب, والان الى اللقاء, الشيخ : الى اللقاء , ان كان هناك شيء توصلتي اليه اعلميني , السيدة علا: حسنا.
خرجت السيدة علا من منزل الشيخ , وفي نفس الوقت تلقى الشيخ  مكالمة هاتفية, استقلت السيدة علا سيارة اجرة وعادت الى الفندق ,توقفت السيارة امام الفندق فنزلت منها بعد ان دفعت الأجرة, ودخلت الفندق الى متوجهة المصعد, ووقفت امامه فتح باب المصعد فصعدت السيدة علا به الى الطابق الخامس ,وما ان وصل حتى نزلت السيدة علا متوجهة الى غرفتها, حيث كانت الساعة السابعة.
جلست السيدة علا على سريرها ورتبت كل المعلومات التي حصلت عليها, وكتبت تحليلا رائعا هزت رأسها بالرضى عليه , ثم كتبت خطتها في كشف القاتل , وفي نهاية الخطة قالت لنفسها: عند اكتشاف القاتل واعترافه سأتصل بالشرطة.
مر الوقت بسرعة الرياح , كانت الساعة التاسعة مساء حين كانت السيدة علا تقراء مجلة ثقافية, طرق باب الغرفة , السيدة علا: ادخل , فدخلت كامليا قائلة : لقد جئنا وزوجي نعلمك بموعد العشاء , السيدة علا مبتسمة : حسنا آتية , وخرجوا من الغرفة الى المصعد , فتح باب المصعد وحينئذ قالت كامليا : اوه سادهب الى الحمام ثم الحق بكما, السيد صفوت: حسنا.
فصعد كلا من السيدة علا والسيد صفوت , وهبطوا الى الطابق الثالث , نزلوا متوجهين الى غرفة الطعام, وقبل ان يدخلا لحقت بهم كامليا , فدخلوا الثلاثة .
جلسوا على المائدة بجانب بعض , وقدم العشاء الدي كان عبارة عن وجبات شعبية , وكؤوس من انواع العصير , واكواب الشاي والقهوة .
تناول الجميع العشاء واحتسوا الشاي, تطرقت  السيدة علا قائلة: سادهب غدا الى منزل مريم لأودعها سأمكث عندها ليلة واحدة ثم اعود, الجميع : حسنا .
ثم قامت قائلة : سادهب الى النوم طابت ليلتكم , الجميع : طابت ليلتك سيدة علا, ثم دهبت  السيدة علا الى غرفتها ووضبت اغراضها في الحقيبة , ثم اطفات النور ونامت وهي تأمل ان تنجح في مهمتها الصعبة.
     



  
     
                         
حل اللغز
والنهاية
جاء الصباح يتفاخر بفستانه الأبيض المزخرف بألوان الطبيعة الخلابة التي تعكس فرحة الطفولة على قلوب البشر , وخرج الناس لاعمالهم متوكلين على الله سبحانه وتعالى , حتى الطيور والحيوانات خرجت لتبحث عن رزقها آملة ان الله لن يضيع سعيها.
نهضت السيدة علا من نومها على نغم الحياة الريفية, في تمام الساعة العاشرة صباحا , دهبت الى الحمام واغتسلت, فارتدت فستان سوسني , وانتعلت حذائها , ولبست قبعتها القش ,واخدت حقيبتها , وخرجت من غرفتها متوجهة الى المصعد , فتح باب المصعد وصعدت به, هابطة الى الطابق الثالث فتح الباب ونزلت متوجهة الى غرفة الطعام.
دخلت الى غرفة الطعام, فقال الجميع: صباح الخير سيدة علا,  السيدة علا : صباح الخير كامليا : كنت قادمة لأوقظك , السيدة علا وهي تجلس وتضع حقيبتها: لا باس السيد صفوت: متى تدهبين الى منزل مريم؟ السيدة علا: سادهب في الثانية عشر ظهرا , كامليا: جيد.
جاء النادل حاملا طعام الافطار الدي كان عبارة عن سندوتشات الكبده ,سندوتشات النقانق, سندوتشات اللحم المفروم , اطباق السلطة الفواكه, سلطة الماينيز, سلطة الجزر بالزبادي , كؤوس عصير العنب, اكواب الشاي والقهوة.
شرع الجميع بتناول الطعام , وهم يتحدثون عن رحلة اليوم التي ستكون الى احد مقابر ملوك وعظماء إحدى الحضارات التي ترجع الى القرون الوسطى, قالت المرشدة السياحية : ستستغرق هده الرحلة أربع ساعات بالباص , ونصف ساعة مشيا الجميع موافقون, المرشدة السياحية : انها الحادية عشر لندهب الان , الجميع : هيا بنا, السيدة علا : سأقدم معكم بالباص الى منزل مريم ,المرشدة السياحية: حسنا , هيا بنا.
خرج الجميع, وصعدوا الى الباص ,وجلسوا على مقاعدهم , وانطلق الباص حتى وصل الى منزل مريم , المرشدة السياحية : ها قد وصلنا سيدة علا , السيدة علا: شكرا , السيد صفوت وهو يشير الى الطابق العلوي: أيهما غرفتك سيدة علا ؟ السيدة علا: انها الغرفة اليمنى, السيد صفوت: ولكنها خالية من النوافذ, السيدة علا : كلا بل بها نافذة خلفية تطل على دكان العطارة, السيد صفوت: حسنا, موفقة سيدة علا ,الى اللقاء, السيدة علا: الى اللقاء.
نزلت السيدة علا من الباص , وانطلق الباص في رحلته بينما توجهت السيدة علا الى منزل مريم, فطرقت الباب, فتح الباب بواسطة مريم التي صعقت حينما رأت السيدة علا, فقالت: اهلا بك سيدة علا, تفضلي, دخلت السيدة علا قائلة: شكرا , جئت لأودعك لاني ساسافر في نهاية الأسبوع القادم, مريم: اهلا بك بأي وقت, غرفتك جاهزة لكني فتحت النافذة لتهوية, هل أغلقها لك؟ السيدة علا : لا دعيها مفتوحة , ثم صعدت الى غرفتها قائلة: سأستريح قليلا حتى موعد الغذاء اعلميني , مريم: حسنا سيدتي.
دخلت السيدة علا الى غرفتها , ووضبت اغراضها,ثم جلست على السرير تفكر بجدية , حول خطة كشف السر , وجهزت كل شيء حسب ما خططت له في مفكرتها.
ومن جهة اخرى وصل الباص الى مقبرة إحدى حضارات القرون الوسطى, ونزل الجميع من الباص برفقة المرشدة السياحية التي تطرقت قائلة: هنا قير ملك هدا القوم وقد كتب عليه اسمه, لقد كان هؤلاء القوم يقوم بمراسيم الجنازة على أرقى مستوى ثم يحرقون الجثة ويدفنون رمادها, ثم انتقلوا الى مقبرة اخرى, فتطرقت المرشدة السياحية قائلة: هدا الابن الأكبر للملك , ويقال في الأسطورة ان والدته كانت قردة نتيجة لشكله الغريب, مر الوقت سريعا وهم يتنقلون من مقبرة الى اخرى.
كانت الساعة الواحدة ونصف ظهرا, حين اقترحت المرشدة السياحية الذهاب الى المطعم لتناول طعام الغذاء, وافق الجميع, ثم تطرقت كامليا قائلة: اشعر بالتعب سأعود الى الفندق انا وزوجي بعد تناول الطعام , المرشدة السياحية: حسنا, كما تشائين اما نحن سوف نواصل الرحلة, ثم صعد الجميع الى الباص الذي انطلق في طريقه الى المطعم.
كانت الساعة الثانية والنصف ظهرا, حين كانت السيدة علا  تطالع إحدى المجللات المسلية, فطرق الباب بواسطة مريم التي فتحت الباب قائلة: الغذاء جاهز سيدة علا, السيدة علا: اوه كم انا جائعة, حسنا آتية, مريم مبتسمة: هيا بنا.
هبطت الدرج كل من السيدة علا  ومريم الى الطابق السفلي متوجتان الى غرفة الطعام, ودخلتا غرفة الطعام, وجلسوا جميعا, قالت السيدة علا : اوه كم هو شهي!!
سها ضاحكة: بالهناء سيدة علا.
وشرع الجميع يتناول الطعام الدي كان عبارة عن طبق ارز برياني, ثلاث اطباق شربة, طبق اللحم المشوي, طبق كبير من سلطة الماينيز, طبق فواكه , كؤوس عصير النعناع بالليمون, اكواب الشاي والقهوة.
اكملوا تناول الطعام , واحتسوا الشاي في الصالة, تطرقت مريم قائلة: سادهب لأغسل الملابس بسرعة ,ثم اجلس معك سيدة علا , سها: انا سأنظف المنزل , السيدة علا: انا سأشاهد التلفاز, ودهبت كل واحدة منهن الى ما تريد عمله.
مر الوقت كمرور النظر على صفحات الحياة , ليقراء ذكريات الزمن المؤلمة المرسومة على حيطان مرآة الزمن التي تعكس حقيقة البشر.
دقت الساعة السابعة مساء حين جاءت مريم الى الصالة حاملة معها اكواب الشاي, وبعض قطع الكيك, والبسكويت, ووضعته على الطاولة, وجلست امام السيدة علا قائلة: تفضلي سيدتي, السيدة علا: شكرا مريم وشرعتا تاكلان, وفجأة تطرقت السيدة علا قائلة: لقد دهبت الى الشيخ عبد الله الصاوي من اجل مسالة دينية, فتسمرت مريم في مكانها , ثم أضافت  السيدة علا قائلة: وقد تحدثنا عن مقتل جواد بصراحة انا سألته بحكم عملي السابق كطبيبة في الجرائم الجنائية, مريم: هل انثي كدلك فعلا؟ , السيدة علا: نعم ولدي خبرة في هدا المجال, ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها توصلت الى ان القاتل شخص اخر غير نهال, مريم: ولماذا تخبريني  بذلك؟,  السيدة علا : لاني اعلم كم تحبين جواد وتهتمين لأمره, مريم وهي تنظر الى السيدة علا نظرة خبثه: حسنا.
في ذلك الحين سمعتا ضجة في الخارج , ثم قرع جرس الباب, سالت مريم : هل تنتظرين احد؟ السيدة علا : كلا, وأنثي؟ مريم: كلا , سأفتح الباب.
فتحت مريم الباب فوجدت السيدة كامليا والسيد صفوت, فقال السيد صفوت: مساء الخير , هل السيدة علا موجودة؟, مريم: اهلا نعم موجودة تفضلا , كامليا شكرا.
ودخلا برفقة مريم الى الصالة, كامليا عندما رأت السيدة علا : مرحبا, السيدة علا : اهلا , هل هناك شيء حصل؟ السيد صفوت: كلا لقد دهبنا الرحلة وشعرت كامليا بالتعب فرجعنا انا وهي الى الفندق بعد ان تناولنا طعام الغذاء, والان أرادت كامليا ان تخرج فاقترحت  عليها زيارتك, السيدة علا : اهلا بكما ,مريم: سأحضر لكم القهوة, كامليا: لا تحضري للسيدة علا القهوة الكثيرة مضرة بالصحة, مريم: سأحضر لها حليب ساخن ثم دهبت الى المطبخ.
جلس الجميع يتحدثون في مواضيع مختلفة ,وجاءت مريم حاملة القهوة والحليب, وبعض الكيك والكعك ,تطرقت كامليا قائلة: ان لأختي ولد توفى وهو في الرابعة من عمره والى الان محتفظة بملابسه, السيدة علا: مثل مريم,فجحظت عينا مريم وقامت لتعطي الحليب الى  السيدة علا , فمدت السيدة علا يدها لتاخد الحليب, وبحركة سريعة من كامليا سقط كاس الحليب من يد السيدة علا الى الارض, فاعتذرت كامليا قائلة: اسفة لم اقصد , مريم وهي تمسح الارض لا باس سأحضر غيره, السيدة علا : لا سأشرب عند النوم, مريم:حسنا.
مر الوقت سريعا كحصان يركض هربا من صائده , او كغزال يهرب من مفترسه, مر كما يمر عبق الذكريات في دهن شيخ عجوز جالس امام البحر , يتذكر ما مضى من سنين عمره التي مضت كعبرات متناثرة.
كانت الساعة التاسعة مساء حين قدمت مريم طعام العشاء في الصالة الدي كان عبارة عن اطباق من الفطائر المنوعة, اطباق الحمص, اطباق الفول, بعض الارغفة, كؤوس عصير البرتقال.
شرع الجميع بتناول طعام العشاء , وهم يتحدثون بمواضيع مختلفة , بعد ان اكملوا تناول الطعام قال السيد صفوت :انها العاشرة والنصف يجب ان ندهب الان, كامليا: حسنا ولكن سأرقص مع سها قليلا , وفتحت موسيقى صاخبة ورقصت مع سها بضجة عالية جدا لمدة عشر دقائق ثم اخدت يد زوجها ورقصت معه دهابا وايابا حتى غادرا المنزل.
ضحكت السيدة علا قائلة: يا لهم من مجانين, حسنا, سادهب الى النوم, مريم: لماذا شبهتي بي بأخت السيدة كامليا؟ ,السيدة علا: لاني رأيت بنطلون رجالي بين ملابس الغسيل فقلت لابد انه لجواد وأنثي احتفظت به نتيجة حبك له وجعلتيه ذكرى هدا ما قصدته فقط, مريم :حسنا اصعدي الى غرفتك وسأحضر لك الحليب, السيدة علا: حسنا.
صعدت السيدة علا الى غرفتها وجلست ع السرير, وغطت نفسها, وما هي الا لحظات حتى دخلت مريم حاملة كوب من الحليب الساخن الدي وضعته بجانب
السيدة علا, ثم قالت: طابت ليلتك سيدتي, السيدة علا: طابت ليلتك يا مريم, ثم خرجت مريم مغلقة الباب وراءها, واطفات السيدة علا الأنوار.
مر الوقت كمرور نسيم البحر بأغصان الأشجار ليراقصها في ليلة زفاف امواج البحر , وتكون حفل لا ينسى يحكيه الزمان لعيون قادمة تقراء سطور صفحات الحياة.
دقت الساعة الثانية ليلا ,وكانت السيدة علا جالسة على سريرها بجانبها كوب الحليب,وفجأة سمعت السيدة علا خطوات تقترب من الباب وفتح الباب بقوة فادا هي مريم, قالت السيدة علا مشعلة الأنوار: اهلا مريم ما بك؟, مريم وهي واقفة بجانب السرير: جئت لأطمئن عليك هل شربتي الحليب ام لا, ثم اخدته قائلة: لقد صار باردا سأسخنه لك, السيدة علا: لن اشربه هل تعرفين لماذا؟ لانه يحتوي على سم تريدين قتلي عندما شعرتي بالخطر من ناحيتي, فاردتي ان تقتليني مثل ما قتلتي جواد.
فجحظت عينا مريم, تابعت السيدة علا : في ليلة المطر قررت ان تقتلي جواد لأنك أردتي ان يتزوج سها ولكن سارت الأقدار عكس ما تشائين, لدلك قررتي قتله وساعدك المطر الدي حدث.
لم تستطيعي رؤيته يتألم ويسيل دمه او يتشوه وجهه الدي لطالما احببتيه, فقدمت العشاء الذي كان يحتوي على منوم طويل الأمد, ثم خرجتي الى منزلك فحدث المطر  حينها اتصلتي بهواتفهم النقالة كي تتأكدي من انهما ناما, ثم دهبت اليهم بسرعة ولم يلحظك احد بسبب المطر,فخنقتي جواد الى ان تاكدتي من موته تماما ثم سحبتيه الى الغرفة المغلقة التي هنا في هدا المنزل, واغلقتيها فشاهدتك سها التي اجبرتيها على الكتمان حتى أصيبت بخلل عقلي, ثم سحبتي نهال الى خارج الفلة, واخدتي مجموعة من بدل جواد ووقفتي امام دلك الشاب المسكين الأخرس واخدتي  حجر كبير ورميتيها على رأسه حتى مات, ثم هشمتي وجهه حتى يصبح مشوه ولا يعرفه احد, ثم لطختي فستان ووجه نهال بالدم وألبستي الشاب بدله جواد وسحبتيه الى الشاطئ, ثم سحبتي نهال الى الطريق الفرعي حتى تتبثي ان نهال قتلته وهربت, وفي الصباح دهبتي لشراء مادة التحنيط بهدف تحنيط سمكة ملونة, فحنطي جثة جواد وجعلتيها تمثال في الغرفة المغلقة, لتريه طوال حياتك.
لدي دليل على كلامي اختفاء الشاب, البنطلون الدي رايته في الغسيل, وعلبتي التحنيط والمنوم التي بجانب علبة السكر, رايتهم عندما خرجتي انتي وابنتك فجاءت بائعة الحليب وكانت تريد زجاجة الحليب التي نستها, فدخلنا الى المطبخ, وطلبت مني سكر فرأيت العلبتين, فقلت لها لا تخبري مريم اني أدخلتك وأعطيتها ثمن الزجاجة, واخيرا عندما نمت هنا المرة الماضية وسمعت صوت الباب الحديدي يفتح تسللت ورايتك تدخلي ببدله رجالية وخرجتي بأخرى, هدا دليل قاطع على انك تغيرين ملابس التمثال او بالأصح جثة جواد.
أجهشت مريم ببكاء مرير جدا, ثم قالت: نعم, كل ما قلتيه صحيح0 ولكني فعلت هدا لاني أحببته كابن لي أحببته حب أناني, اردته ان يتزوج ابنتي للكنه تزوج تلك اللعينة.
فقتلته واحتفظت به لي انا, ثم ضحكت قائلة: هل تظنين اني سأدعك تغادرين من هنا لا ابدا سيدة علا ابدا لن ادع أحدا يدفن جواد, السيدة علا: ستسجنين يا مريم.
عندها رفعت مريم يدها حاملة لمبة النور لتضرب السيدة علا وهي تقول : موتي ايتها العجوز اللعينة, حينها خرج السيد صفوت من الحمام والسيدة كامليا من الدولاب رافعين السلاح قائلين: الشرطة هنا, وبعدها مباشرة دخلت الشرطة من الباب برفقة الشيخ عبد الله الصاوي عمدة المنطقة والسيد مراد عاشور.                         
مضى الوقت وانطوى كطي السجل للكتاب, وأشرقت الشمس لتنبئ بأمل جديد, وتعلن ان عدالة الحياة قد تمت لتبرئ البريء وتنزل أقصى العقوبة على الظالم.
استيقظت السيدة علا في تمام الساعة العاشرة, فذهبت الى الحمام واغتسلت وغيرت ملابسها وسرحت شعرها ونزلت الى الطابق الثالث متوجهة الى غرفة الطعام, دخلت غرفة الطعام قائلة: صباح الخير, الجميع ومعهم السيد مراد عاشور: صباح الخير سيدة علا, جلست السيدة علا بجانب المرشدة السياحية, تطرق السيد مراد عاشور قائلا: سنتكلم سيدة علا بعد تناول طعام الافطار, السيدة علا حسنا.
جاء النادل بالطعام الدي كان عبارة عن اطباق الحمص, اطباق الفول, اطباق الطحين, انواع الجبن, سندوتشات كبده, سندوتشات اللحم المفروم, سندوتشات النقانق, اطباق الفواكه, كؤوس عصير الكيوي, عصير الرمان, عصير البرتقال, عصير التفاح, اكواب الشاي والقهوة.
تناول الجميع الطعام وكل مجموعة تتحدث عن موضوع يخصها, منهم في السياسة, منهم حول رحلة اليوم, منهم حول الطقس, وبعد ان اكملوا تناول الطعام واحتساء الشاي والقهوة, دهب كل من السيدة علا, السيد مراد عاشور, السيدة كامليا, السيد صفوت, الى إحدى شرفتي غرفة الطعام المطلة على البحر, وجلسوا على المقاعد مقابلين لبعض.
تطرقت السيدة علا قائلة: ما عندي فقد قلته البارحة, ماذا لديك سيد مراد, السيد مراد: لقد كنت اشك بمريم, ولكني لم يكن لدي دليل قاطع وكنت واثق انك ستقدمين لي الدليل, انا من ارسلت لك الرسائل التي وصلت لك, السيدة علا: لقد ساعدتني كثيرا بها سيد مراد, السيد مراد: لقد كلفت السيد صفوت والسيدة كامليا بحمايتك, السيدة علا لقد كنت اشعر بدلك عندما لفت نظري بالرسالة ان هناك من سيحميني, فشعرت من تصرفاتهما معي, كامليا: لقد كان لديك حق عندما قلتي انك رأيتني من قبل, وخلعت نظارتها وشعرها المستعار, عندها شهقت السيدة علا قائلة: معقول انتي السيدة نبيلة, السيدة كامليا: اسمي كامليا وقد أرسلني السيد مراد لأتعرف عليك, لكني نزلت في منزلك حتى اقترب منك, انا وزوجي نعمل في المباحث الجنائية السرية, السيدة علا: لقد أحكمت خطتك سيد مراد, ولكن كيف عرفتم اني سأكشف مريم في هدا الوقت؟,وكيف دخلتم المنزل؟ وكيف عرفتي ان السم  كان في الحليب؟ كامليا: عندما جئت لإيقاظك وانتظرتك وانتي في حمامك فتحت حقيبتك وقرات كل ما كتبتيه, وعندما جئنا انا وصفوت اليك وخرجنا معا ثم قلت سادهب الى الحمام, فانا دهبت الى غرفتك وقرات اخر النتائج فعرفنا ان القاتل هي مريم, وعندما عدنا الى الفندق في اليوم الدي عدتي من عند مريم قال لنا الموظف انك طلبتي منه هاتف الشيخ عبد الله الصاوي عمدة هده المنطقة فاتصلنا
به في اليوم التالي, وعرفنا ما دار بينكم, اما بخصوص كيف دخلنا المنزل, فعندما رقصنا وعملنا ضجة دهابا وايابا كانت الشرطة قد وصلت حديقة المنزل, وعندما خرجنا لنقبض على مريم بعد اعترافها كسرت الشرطة الباب ودخلت الينا, اما بخصوص الحليب فعرفت من خلال جحوظ عنيها عندما شبهتيها بأختي وحركتها الغريبة وارتباكها الدائم.
السيدة علا: الحمد لله اني نجحت في هده المهمة الصعبة, وقد كان في جهدكم اثر كبير في نجاحها وحل اللغز , وتحقيق العدالة, السيد مراد عاشور: لقد حولت مريم الى محكمة بلدتنا وغدا سيكون الحكم, وأفرج عن نهال وهي الان في منزلي ستعيش معنا لتربي ولدها, اما فلة جواد سأبيعها واضع المال في البنك باسم ابنه آلان, السيدة علا جيد ما فعلت, ولكن ماذا بشان سها؟ السيد مراد: سها نقلتها الى مستشفى الامراض العقلية وبعد علاجها ستقيم عندي الى ان تتزوج, السيدة علا: فيك الخير سيد مراد اللهم يجعله في ميزان حسناتك, السيد مراد: امين, هل ستعودين معنا اليوم ليلا لتحضري الحكم غدا في الساعة العاشرة صباحا؟ السيدة علا: بالتأكيد, السيد مراد: شكرا على كل شيء عملتيه لأجلي.
دهبت السيدة علا الى غرفتها لتوضب اغراضها استعدادا للعودة, ومر الوقت سريعا, كانت الساعة الثانية ظهرا حين كان الجميع في غرفة الطعام استعدادا لتناول الغداء, وجاء النادل حاملا طعام الغداء الدي كان عبارة عن اطباق الارز البرياني , المدخن, المكبوس, اطباق اللحم المشوي ,والمعمول بالفرن, اطباق السلطة الماينيز, اطباق سلطة الفواكه ,كؤوس عصير الفراولة, اكواب الشاي,.
شرع الجميع بتناول الطعام , ثم احتسوا الشاي, حينئذ رن هاتف السيدة علا التي قالت : انها جنة, ردت الو مرحبا جنة, جنة: اهلا سيدتي لقد عدت الى المنزل, السيدة علا بفرح : حقا رائع انني عائدة اليوم, جنة: ادا سنلتقي قريبا الى اللقاء, السيدة علا : مع السلامة وأغلقت الخط.
 حينئذ تطرق السيد مراد قائلا: انها الثالثة عصرا لندهب سيدة علا, السيدة علا هيا بنا, ثم ودعت رفقائها بالرحلة قائلة: سررت بمعرفتكم, الجميع: ونحن كدلك, لنلتقي قريبا انشاء الله,السيدة علا: انشاء الله.
 دهب كل من السيد مراد, والسيد صفوت, والسيدتان علا و كامليا, الى سيارة السيد مراد التي انطلقت عائدة الى الديار.
راحت السيدة علا تشاهد المناظر الطبيعية, والجبال المكسوة بالخضرة والازهار, وكدلك المنازل دات المزارع الصغيرة , والفلاحين وهم يعملون بالزراعة والرعي شاهدت كل دلك وهي مرتاحة البال لا يقلقها شيء.
خيم الليل على البشر بهدوئه وسكونه الدي يعكسه على امواج البحر الحزين كاتم الأسرار وسامع الآهات ولا يستطيع البوح بأسراره لأحد .
كانت الساعة الحادية عشر حين وصلت السيارة امام منزل السيدة علا التي نزلت مودعة كل من في السارة’ تطرق السيد مراد قائلا: غدا ساتي اليك في الساعة التاسعة صباحا, طابت ليلتك سيدة علا, السيدة علا: حسنا, طابت ليلتكم.
فانطلقت السيارة في سبيلها, ودخلت السيدة علا الى منزلها , وفتحت الباب فكانت جنة باستقبالها, سلمت عليها بحرارة قائلة: اشتقت اليك  سيدتي , السيدة علا وانا كدلك.
ثم حملت جنة حقيبة السيدة علا وصعدتا الى غرفة السيدة علا, دخلتا الغرفة فدهبت السيدة علا الى الحمام لتغتسل وتغير ملابسها, بينما وضبت جنة اغراضها في الدولاب, خرجت السيدة علا وجلست على السرير وروت لجنة كل ما حدث لها , فقالت جنة: توقعت دلك سيدتي, حمد الله على سلامتك, والان نامي لتستيقظي مبكرا, طابت ليلتك , السيدة علا: طابت ليلتك, وخرجت جنة مطفأة الأنوار ومغلقة الباب ورائها, ونامت السيدة علا.
طلع النهار بوروده وازهاره المتراقصة مع النسيم العليل لترسل روائحها الزكية الى قلوب البشر لتجدد فيهم الامل في الحياة.
استقيظت السيدة علا في تمام الساعة الثامنة صباحا وهي في اتم نشاطها, واغتسلت وارتدت فستان ازرق غامق اللون, وسرحت شعرها تسريحة مناسبة وانتعلت حذاءها, وهبطت الى الأسفل متوجهة الى غرفة الطعام, حيث كانت جنة تنتظرها, فقالت: صباح الخير يا جنة, جنة: صباح الخير سيدة علا , اراكي نشيطة, السيدة علا: نعم لناكل , جنة: هيا.
فتناولتا الطعام الدي كان عبارة سندوتشات الجبن والمربى, طبق فاكهة, كؤوس عصير التفاح, اكواب الشاي, فشرعتا بتناول الطعام ثم احتساء الشاي.
وما ان اكملتا حتى جاء العم عبده قائلا: سيدة علا السيد مراد بانتظارك في سيارته, السيدة علا: حسنا سادهب, الى اللقاء يا جنة , جنة: الى اللقاء سيدتي.
خرجت السيدة علا وركبت سيارة السيد مراد قائلة: صباح الخير: الجميع: صباح الخير, نهال: شكرا سيدة علا على كل شيء, السيدة علا: لا شكر على واجب يا بنتي.
انطلقت السيارة في طريقها حتى وصلت المحكمة في تمام العاشرة, نزل الجميع ودخلوا المحكمة , توجهوا الى قاعة المرافعة وجلسوا في الصف الاول, وحينئذ عرفوا انه قد تمت المرافعة ولم يبقى الا الحكم فانتظروا على أحر من الجمر.
مضى الوقت وجاء القاضي قائلا محكمة , حكمت المحكمة على المتهمة مريم علي عبد الستار التي اتهمت بالقتل شخصين عمدا, كما قامت بإخفاء جثة احد القتيلين وتحنيطها وجعلتها تمثال, كما قامت بتشويه القتيل التاني, كما نومت زوجة احد القتيلين التي كانت حاملا ولطخت فستانها بالدم وسحبتها الى الطريق الفرعي لتلفق التهمة عليها والاحاء للعدالة بأنها هي التي قتلت زوجها وهربت, وهي ايضا متهمة بالشروع بالقتل السيدة علا, لقد عملت جرائم بشعة ضد الدين, والقانون, لدا حكمت المحكمة عليها بالإعدام شنقا.
وحينئذ صرخت مريم لاااااااااااااااااااا وبحركة سريعة أخرجت من كوم معصمها الخفي زجاجة صغيرة من السم,(التي أخفتها حين أرادت قتل السيدة علا بالحليب المسموم) وتجرعتها كلها فسقطت فورا على الارض قائلة: انا لم اقتل جواد,
انا لم اقتله ولكن الحب الدي قتله, وماتت.
                        
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق