ما رايكم بكتاباتي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

السبت، 1 ديسمبر 2012

المزرعة السعيدة


المزرعة السعيدة
 في إحدى القرى الصغيرة التي تطل على المدينة من جهة , ومن جهة أخرى تطل على غابة كثيفة الأشجار. حيث كانت هده القرية مشهورة بمنازلها الصغيرة, وكان لكل منزل مزرعة تحتوي على الأشجار والورود , والحيوانات الأليفة, كالأبقار والأغنام, والدجاج والأرانب, كما تحتوي على الآلات إنتاجية صغيرة كالطاحونة, وآلة صنع الجبن الصغيرة وغيرها من الأشياء التي تنتج ويقوم المزارعين ببيع المنتجات في سوق المدينة ويشترون قوت يومهم.
كان من بين هده المنازل يوجد منزل صغير يعيش فيه رجل عجوز يدعى عبد الله وزوجته , وحفيده الذي يبلغ من العمر عشر سنوات ويدعى ماجد, وكان العم عبد الله يمتلك مزرعة متوسطة في منزله كباقي المنازل , ولكنها مهدمة لا يوجد بها زرع  ولا حيوانات ولا شيء سوى طاحونة صغيرة , ويرجع هدا إلى كبر سن العم عبد الله, فهو قد كبر بالسن ولا يستطيع ان يزرع مزرعته, وبالتالي قد استنفد نقوده المدخرة التي كان يشتري منها قوتهم.
وذات يوم وبينما كان الجد والجدة وحفيدهما ماجد يتناولوا طعام الإفطار الذي كان عبارة عن ثلاث بيضات , وبعض الأرغفة, والشاي الساخن, تطرق العم عبد الله قائلا: لقد بدأت نقودنا تنفد وأنا لا استطيع زراعة مزرعتي لأني كبرت بالسن وصحتي لا تسمح لي ببدل مجهود كبير كهدا , لأزرع وأنتج  وأبيع المنتجات واحصل على النقود, لدا قررت الذهاب إلى المدينة وابحث عن عمل مناسب لي لأحصل على النقود التي تمكننا من العيش, الجدة: ولكن مادا سوف تعمل؟, ماجد: نعم يا جدي مادا سوف تعمل ؟ الجد: لا تقلقا ان الله يرزق من حيث لا نعلم, خدوا هدا المال انه كل ما لدينا, والآن سادهب إلى المدينة للعمل وعندما احصل على مال سأرسله لكم مع احد المزارعين, الجدة: وفقك الله, إلى اللقاء , الجد بعد ان وضب أغراضه: آنت رجل المنزل في غيابي يا ماجد انتبه لجدتك, ماجد: حسنا, لا تقلق يا جدي إلى اللقاء الجد: إلى اللقاء ثم خرج في طريقه إلى المدينة بحثا عن العمل.
مرت الأيام وصرفت الجدة المال في شراء الأكل والشراب ولوازم المنزل, ولم يأتي الجد ولم يرسل المال للجدة والحفيد.
وذات يوم في الساعة التاسعة مساء جلس ماجد في المزرعة تحت شجرة عارية جافة ليس بها أوراق وهو حزين يبكي, وفجأة سمع صوت يقول: لمدا أنت حزين يا ماجد؟, فاندهش ماجد من الصوت وتلفت حوله قائلا: من المتكلم؟ فلم يرد احد عليه, فجلس قائلا لنفسه : لابد انه يخيل لي , وجلس في مكانه حزين وما هي إلا برهة من الزمن حتى عاد دلك الصوت يقول: لمادا أنت حزين تبكي يا ماجد؟ , فقام ماجد من مكانه قائلا: من المتكلم؟ من أنت؟ فرد الصوت: انأ هنا, أنا الطاحونة, فالتفت لها ماجد قائلا: كيف تتكلمين؟ الطاحونة : إنها قصة طويلة, ولكن لمادا أنت حزين؟. ماجد: لقد نفدت نقودنا ولم يأتي جدي من المدينة, ولم يرسل لنا المال كي نشتري الطعام والشراب ولوازم المنزل, الطاحونة :حسنا, سوف أساعدك, وتتبع تعليماتي, سوف يأتوك زوار غرباء اقبل صداقتهم,ماجد بفرح: حسنا, موافق, ولكن كيف ستساعدينني؟, الطاحونة: سوف نزرع ,سأخبرك كل شيء غدا ماجد: حسنا, عندها قالت السحابة : وأنا سوف أمطر على الزرع كي ينمو بسرعة ,وسوف أعطيك كل سبع أيام كيس من السماد السريع,
ماجد: شكرا لكما أيتها الطاحونة والسحابة, الطاحونة لا شكر على واجب, موعدنا غدا في السادسة صباحا, السحابة : والآن تصبح على خير , الطاحونة : تصبح على خير, ماجد: تصبحون على خير ثم دخل إلى المنزل ونام.
زراعة القمح وإنتاج الدقيق ,وبيعه
 وفي صباح اليوم التالي استيقظ ماجد مع جدته ليصليا الفجر, ثم جلسا لتناول طعام الإفطار, وبينما هما يأكلان قالت الجدة: ليس لدينا سوى هدا الطعام, ماجد: لا تقلقي يا جدتي سيرزقنا الله, الجدة:كلامك صحيح يا بني, حسنا مازالت السادسة صباحا سادهب للنوم ,ماجد: حسنا, دهيت الجدة للنوم وخرج ماجد إلى المزرعة.
وقف ماجد أمام الطاحونة قائلا: صباح الخير أيتها الطاحونة لقد جئت حسب الموعد المحدد, الطاحونة: مرحبا يا ماجد هيا لنبدأ, وجاءت السحابة قائلة: لقد جئت لأظلل عليك يا ماجد من حرارة الشمس وأعطيك كيس السماد, وأمطر على الزرع حتى ينمو وأعطيك ما تحتاجه, ماجد: شكرا لكم, والآن مادا عليا ان افعل؟ الطاحونة: إدهب إلى الحظيرة ستجد محراث صغير وكيس من بدور القمح اجلبهما وتعال, ماجد حسنا, ثم دهب ماجد إلى الحظيرة وجلب المحراث وكيس القمح, ووقف أمام الطاحونة, فقالت الطاحونة: امسك المحراث واقرع الجرس المعلق به ثلاث مرات وقل احرث لي عشر قطع مربعة من الأرض, فنفد ماجد ما قالت له الطاحونة وما ان فعل دلك حتى بدا المحراث يحرث بمفرده وماجد فقط  يشاهده بسعادة إلى ان أكمل الحرث بعد ساعة كاملة وعاد إلى يد ماجد, عندها قالت السحابة: أبدر القمح, افتح الكيس وقل انتثري آيتها البدور على هده العشر القطع من الأرض, فنفد ماجد  دلك, وما ان قال (انتثري آيتها البدور على هده العشر القطع من الأرض) حتى انتثرت البدور وانبدرت على الأرض, ففرح ماجد قائلا: إنه عمل سهل, قالت الطاحونة مبتسمة: نعم انه عمل ممتع ولكن جدك لا يعرف هده الطريقة, ماجد ضاحكا: ولن أقول له, والآن هل اعمل بالسماد مثل القمح؟ السحابة: ارني مادا سوف تعمل؟ ماجد: حسنا, وفتح ماجد كيس السماد قائلا: أيها السماد انتثر على القمح وأخصب لي التربة, فاتثتر السماد وخصب التربة وحينئذ أمطرت السحابة على الزرع وما هي إلا برهة من الزمن حتى نما الزرع بسرعة وأصبح قمح ناضج, فقال ماجد: لقد نضج الزرع أيتها الطاحونة, الطاحونة: والآن احصد ما زرعت وضع الحصاد على بابي, هل تعرف كيف تحصد؟ ماجد: نعم, مثل طريقة الحرث, الطاحونة: صحيح يا لك من ولد دكي, ضحك ماجد ثم قال : شكرا, وبعد دلك امسك المحراث وقرع الجرس المعلق به ثلاث مرات قائلا احصد لي القمح وبسرعة تحرك المحراث وحصد كل القمح ووضعه أمام ماجد الذي كان يجمع الحصاد داخل كيس كبير حتى أكمل المحراث الحصاد, أخد ماجد الحصاد ووضعه على باب الطاحونة, فاختفى كيس القمح, ودارت مروحة الطاحونة , وبعد برهة من الزمن أخرجت الطاحونة عشرة أكياس من الدقيق وقالت: إدهب إلى سوق المدينة وبيع هدا الدقيق, ماجد: سأبيع تسع أكياس واترك واحد لجدتي لتعمل الخبز, ثم أخد كيس دقيق وادخله إلى المطبخ ثم عاد ووقف قائلا: والآن كيف انقل كل هده الأكياس إلى السوق؟ عندها قالت السحابة: خد , فأعطته عربة جميلة مصنوعة من الخشب ,فرح ماجد كثيرا وشكر السحابة, ثم نقل أكياس الدقيق إلى العربة وقبل ان يذهب قالت الطاحونة: اشتري ما تحتاجه أنت وجدتك واشتري بدور القمح والبرسيم والزهور وعندما تعود أدخلهم إلى الحظيرة, ماجد: حسنا , وانطلق ماجد إلى سوق المدينة وباع الدقيق واشترى كل ما يحتاجه هو وجدته من طعام وشراب وكل ما طلبته منه الطاحونة, ثم حاول البحث عن جده ولكن لم يجده, فعاد إلى منزله ووضع الأشياء بجانب المحراث في الحظيرة, ودخل إلى المنزل حاملا معه الطعام والشراب وأعطاها لجدته ثم أعطاها ما تبقى من نقود, فسألته الجدة من أين جاء  بهدا كله فحكي لها ماجد كل ما حدث ففرحت الجدة, وتطرق ماجد قائلا: الله يرزق عباده من حيث لا يعلمون, الجدة: انتبه لنفسك يا بني, عندما يأتي جدك سيفرح بدلك كثيرا, ماجد: نعم, والآن لنأكل, الجدة :هيا, فتناولا الطعام, ثم ذهبا للنوم.
تعاون النحل الطيب
أشرقت شمس الصباح وغردت الطيور الجميلة, استيقظ ماجد من نومه وتناول الإفطار مع جدته, وبعد الانتهاء من تناول الطعام قال ماجد: سوف اذهب لعملي يا جدتي, الجدة ضاحكة: حسنا أيها المزارع اذهب وخد هدا الطعام للغداء, أخد ماجد الطعام وشكر جدته وخرج.
دهب ماجد إلى الحظيرة واخذ المحراث وأكياس القمح ,البرسيم والزهور, قائلا لنفسه: ساخدهم وارى مادا سوف تقول لي الطاحونة والسحابة, أخدهم ودهب إلى المزرعة ووقف بجانب الطاحونة قائلا : لقد جئت أيتها الطاحونة, الطاحونة والسحابة : أهلا بك يا ماجد, هل أنت مستعد؟ ماجد: نعم, السحابة: هيا أفعل مثل ما فعلت البارحة, ماجد: حسنا.
ومسك ماجد كيس القمح وبدر البدور, ثم سمد الزرع وأمطرت السحابة على القمح ونما بسرعة , ثم آمر ماجد المحراث بحصد المحصول , وبسرعة حصد المحراث القمح الذي جمعه ماجد ووضعه أمام باب الطاحونة, التي اخدته لتطحنه , وبينما الطاحونة تطحن القمح جلس ماجد ليتناول طعام الغداء , وفجأة مر سرب من النحل فوق المزرعة, فنظر ماجد إليهم باندهاش, فتطرقت ملكة النحل قائلة: مرحبا أيها المزارع الصغير, ماجد: مرحبا يا ملكة النحل, هل استطيع خدمتك؟ ملكة النحل: نعم نحن سرب نحل نريد الاستقرار في مزرعة, فان قبلت صداقتنا وجعلتنا نعيش في مزرعتك, ووفرت لنا خلية نعيش بها وزرعت الأزهار سوف نتغدى على الأزهار ونصنع لك العسل الذي تستطيع بيعه , فما رأيك؟ , ماجد( متذكر كلام الطاحونة عن الغرباء الدين سوف يأتوه لطلب صداقته ): موافق بكل سرور أيتها الملكة , ثم قال: أيتها السحابة أعطيني خلية نحل, السحابة: حسنا, وبعد خمس دقائق أعطته خلية نحل جميلة, شكر ماجد السحابة وأخذ خلية النحل ووضعها بجانب الطاحونة, وقال للنحل: تفضلوا أيتها النحل, ملكة النحل: شكرا لك يا ماجد, ثم دخلوا إلى الخلية,
ماجد: والآن سوف أزرع لكم الأزهار , فأمسك بالمحراث وقرع الجرس ثلاث مرات قائلا: احرث لي أثنا عشر قطعة مربعة  فتحرك المحراث وحرث أثنا عشر قطعة مربعة من الأرض,وبينما هو يحرث أنتجت الطاحونة عشرة أكياس من الدقيق فشكر ماجد الطاحونة, أنتهي المحراث من الحرث ,وفتح ماجد كيس الزهور قائلا: انتثري أيتها الزهور على هده القطع المحروثة فانتثرت وانبدرت ثم انتثر السماد وسمد الارض  وأمطرت السحابة على الزرع فتفتحت الزهور الجميلة باعثة روائحها الزكية في  كل مكان, وحينئذ خرجت النحل لتلقح الزهور وأنتجت أثنا عشر زجاجة من العسل, شكر ماجد النحل ثم أخد زجاجة عسل وأعطاها لجدته ووضع بقية الزجاجات بجانب أكياس الدقيق على العربة ودهب لبيعه  في السوق, ثم عاد إلى منزله محمل بالبدور والنقود الكثيرة.
البقرة الهولندية وآلة صنع الجبن
كان ماجد في عربته المحملة بالحطب الذي طلبته جدته, عائد من الغابة في طريقه إلى منزله, بعد ان زرع وحصد وترك الطاحونة تطحن الدقيق والنحل ينتج العسل, فتوقف عند النهر ليشرب ماء, وجلس ليرتاح قليلا فجاءته بقرة قائلة: مرحبا أيها المزارع الصغير, ماجد: آهلا بك , البقرة: أنا البقرة الهولندية أبحث عن مزرعة أسكن بها, هل تقبلني صديقة لك واسكن في مزرعتك وتوفر لي البرسيم وأنا سوف أعطيك حليب, ماجد: موافق, هيا بنا, فركب ماجد عربته ومشت بجانبه البقرة عائدين إلى المنزل, وبينما هما في طريق العودة مروا بكومة من الخشب وسمعوا صوت بكاء, فقال ماجد: من هدا الذي يبكي؟, البقرة: إدهب لترى من يبكي هناك ماجد :حسنا , ودهب إلى كومة الخشب قائلا: من يبكي؟ الصوت: أنا هنا تحت الخشب أرفع كومة الخشب, فرفع ماجد كومة الخشب فوجد آلة صغيرة بيضاء فقال لها: من أنتي؟, الآلة أنا آلة صنع الجبن, خدني معك فآدا وضعت عليا الحليب سأحوله إلى جبن, ماجد: فكرة رائعة, هيا بنا.
أخد ماجد الآلة ووضعها على العربة ومشوا جميعا حتى وصلوا إلى المنزل, أدخل ماجد الحطب لجدته , ثم أدخل البقرة و الآلة إلى المزرعة , فوجد الطاحونة والنحل قد انتهوا من إنتاج الدقيق والعسل فشكرهم ثم قال: أعرفكم بالبقرة الهولندية وآلة صنع الجبن, الطاحونة والنحل والسحابة :آهلا بكما في مزرعتنا , البقرة و الآلة : آهلا بكم, ثم وضعهما ماجد في مكان مناسب, وأمر المحراث بحرث عشر قطع مربعة من الأرض وبسرعة حرث المحراث الأرض, ثم أخد ماجد بدور البرسيم قائلا: أنبدري على الأرض فانبدرت, سمد الزرع السماد, وأخيرا سقت السحابة الزرع حتى نما, فحصده المحراث, ثم جمعه ماجد وأعطاه للبقرة التي آكلته وأنتجت عشر زجاجات حليب, شكر ماجد البقرة ثم أعطى جدته زجاجة حليب وصب الباقي على آلة صنع  الجبن وما هي إلا بضع دقائق حتى أنتجت الآلة تسع أقراص كبيرة من الجبن, شكر ماجد آلة صنع الجبن , ثم وضع كل المنتجات (الدقيق, العسل, الجبن) على العربة وقبل ان يذهب قالت له جدته أشتري أربع غرس من أشجار التفاح, ماجد: حسنا, وبعد ان دخلت جدته إلى المنزل قالت السحابة : اشتري بدور الدرة سوف يأتوك أصدقاء غدا لينضموا لنا ماجد: من هم؟ وكيف عرفتي دلك؟ السحابة ضاحكة: انه سر, ماجد :حسنا, ودهب إلى السوق وباع كل منتجاته بسعر أعلى من المرة الماضية, ثم أشترى غرس أشجار التفاح, وبدور القمح , الزهور, البرسيم, والدرة, ورغم كل ما اشتراه إلا ان بقت له نقود كثير, فعاد وأدخل ما  اشتراه في الحظيرة , ثم دخل المنزل وأعطى النقود لجدته التي أخدتها ووضعتها في مكان توفير النقود الفائضة, ثم جلسا يتناولا طعام العشاء بسعادة وهناء.
الثلاث الدجاجات المرحات
في صباح اليوم التالي كان ماجد يغرس شجر التفاح, بعد ان زرع القمح والبرسيم الزهور, وأعطاها للطاحونة والنحل والبقرة, لينتجوا الدقيق والعسل والحليب, مر بجانب المزرعة ثلاث دجاجات مرحة, وحدة بيضاء والثانية صفراء والثالثة ملونة قالت الدجاجة الملونة: مرحبا أيها المزارع الصغير, ماجد: آهلا  بكم هل استطيع خدمتكم؟ الدجاجة الملونة: نحن نبحث عن مزرعة لنعيش بها, هل تقبل صداقتنا وتزرع لنا الدرة وتوفر لنا خن( عش الدجاج) على نعطيك بيض؟  ماجد: بالتأكيد موافق, ولكن انتظروا قليلا, الدجاج الملونة: حسنا, انتهى ماجد من غرس أشجار التفاح ثم قال: أيتها السحابة أعطني خن للدجاج , السحابة: حسنا وما هي إلا دقائق حتى أعطته الخن, أخد ماجد الخن ووضعه في مكان مناسب وأدخل الدجاجات فيه, ومن تم أمر المحراث بحرث عشرون قطعة مربعة من الأرض, ,بعد ان انتهى المحراث من عمله أمر بدور الدرة ببدر نفسها فانبدرت ومن تم أمر السماد بخصب الأرض, وبعد الانتهاء من التسميد أمطرت السحابة لينمو الدرة والتفاح, وبينما السحابة تمطر راح يجمع الحليب ووضعه على الآلة لتنتج الجبن, فأنتجت  الجبن بسرعة, وبعدها أمر المحراث بحصد التفاح والدرة ثم أخد ماجد الدرة وأعطاها للدجاجات اللاتي شرعن بالآكل فباضت كل واحدة منهم عشرون بيضة, فرح ماجد وشكر الدجاجات الثلاث , ثم ترك لجدته عشر بيضات,وجمع الدقيق ,والعسل, والجبن, والبيض فوق العربة وقبل ان بدهب إلى السوق قالت له الدجاجة الصفراء: اشتري بدور الجزر, ماجد: لمادا؟ الدجاجة الصفراء ضاحكة: إنه سر, ماجد: حسنا, ودهب ليبعه في السوق, فكسب نقود أضعاف  ما سبق, فاشترى البدور التي يحتاجها والطعام والشراب, وبقت له نقود أكثر من المرات السابقة, وعاد ماجد إلى منزله وهو في قمة سعادته.
أرنب الأناجورا الودود
 كان ماجد يقطف التفاح بينما كان المحراث يحصد المحصول, وعندما فرغ وزع ماجد المحصول على الطاحونة , والنحل, والبقرة والدجاجات, ثم أخد الحليب إلى آلة صنع الجبن, وأنتظر حتى ينتجوا له المنتجات اليومية, وبينما هو منتظر مر به أرنب الأناجورا قائلا: مرحبا أيها المزارع الصغير, ماجد: آهلا بك,أرنب الأناجورا: أنا أرنب الأناجورا ابحث عن مزرعة لأسكن بها هل تقبل صداقتي لأسكن عندك على ان توفر لي بيت صغير وتزرع لي الجزر, وسوف أنتج لكلا فرو الأرانب, ماجد: حسنا ولكن للمرة الأولى أسمع ان الأرانب تنتج فرو؟؟؟ كيف دلك؟ أرنب الأناجورا: لا تسال هل انت موافق؟ ماجد : بالتأكيد, أيتها السحابة أعطيني بيت للأرنب, السحابة : خد, فأعطته بيت جميل وصغير, فأخذه ماجد ووضعه في
مكان مناسب من المزرعة, فأمر المحراث بحرث أربعة عشر قطعة مربعة من ألأرض , فحرث المحراث بسرعة , ثم أمر بدور الجزر ببدر نفسها فانبدرت البدور وراح السماد يخصب التربة تنفيذا لطلب ماجد, فأمطرت السحابة على الزرع فنما الجزر بسرعة , وراح المحراث يحصد الجزر, وبسرعة أعطى ماجد الجزر للأرنب ,فتناوله الأرنب , وأنتظر ماجد وما هي إلا برهة من الزمن حتى أعطوه المنتجات فراح ماجد يجمع الدقيق والعسل والتفاح و الجبن و البيض والفراء, ووضعه على العربة ودهب إلى السوق وباع المنتجات فزاد الثمن نتيجة الفراء , وراح يشتري البدور التي يحتاجها وبينما هو يشتري البدور في محل بيع سمع صوت السحابة تقول: اشتري العشب الأخضر  يا ماجد, ماجد لنفسه: لعل زوار جدد يأتوني فاشترى ماجد العشب الأخضر , ثم عاد للمنزل وهو يقول لقد زاد الدخل الحمد لله وصارت مزرعتنا تنتج أحسن من بقية المزارع .
مقابلة الثور الفرنسي, وآلة صنع النقانق
وفي اليوم التالي بينما كان ماجد عائدا إلى منزله بعد ان باع المنتجات سلك الطريق الفرعي المختصر, ليصل للمنزل بسرعة لأنه تأخر, فشعر بعطش شديد فتوقف ليشرب ماء من زجاجة الماء التي بالعربة, فسمع صوت يقول مرحبا أيها المزارع الصغير, فتلفت حوله فلم يجد احد فقال: من المتكلم؟, وحينئذ خرج من بين الأشجار ثور ومعه آلة جميلة بنية اللون قائلا: أنا الثور الفرنسي وهده صديقتي آلة صنع النقانق, نحن نبحث عن مزرعة نعيش فيها, هل تقبلنا على ان تزرع العشب الأخضر لي وأنتج لك اللحم, ماجد: كيف تنتج اللحم؟ الثور الفرنسي: لا تسال ,  آلة صنع النقانق: وإذا وضعت اللحم في داخلي سوف أنتج لك النقانق , ماجد: حسنا موافق, ثم أخدهم للمزرعة .
وفي صباح اليوم التالي أمر المحراث بحرث ثمان قطع مربعة من الأرض, فحرث المحراث بسرعة , وحينما أنتهي المحراث من الحرث, أمر العشب الأخضر وبقية البدور ببدر نفسها فانبدرت وطلب من السماد ان يخصب كل الزرع فنفذ الطلب وأمطرت السحابة فنما الزرع بسرعة ,ووزع ماجد المزروعات على الحيوانات والآلات ثم وزع الحليب واللحم على كل من آلة صنع الجبن وآلة صنع النقانق , وفي الأخير جمع كل المنتجات وباعها وكسب مال أكثر من الماضي, فسادت السعادة على ماجد وجدته.
الخروف المنتج للصوف, وآلة صنع الخبز
مرت الأيام وماجد يزرع ويحصد ويبيع المنتجات ويجني الكثير من النقود, وذات يوم بينما كان منتظر الحيوانات والآلات تنتج له مثل كل يوم  دخل المزرعة خروف ذو فراء كثيف قائلا. مرحبا أيها المزارع الصغير , ماجد: آهلا بك ماذا تريد؟ الخروف : أبحث عن مكان أعيش فيه فرأيت مزرعتك جميلة فدخلت هل تقبلني صديق لك وتعطيني العلف على  ان  أعطيك صوف؟ ماجد : طبعا والعلف سوف اطلبه حالا من السحابة , ولكن كيف تنتج الصوف؟ الخروف لا تسأل, ماجد: حسنا أدخل وأنتظر, فدخل الخروف حيث أشار له ماجد ,وطلب ماجد من السحابة يدور العلف فأعطته السحابة شكرها ماجد, وبسرعة نفد المحراث طلب ماجد فحرث له عشر قطع مربعة من الأرض فزرع ماجد العلف وسمده وأمطرت
السحابة عليه فنما الزرع بسرعة, فحصده المحراث تنفيذا لطلب ماجد , وما ان أنتهي المحراث من حصده حتى جمع ماجد المحصول وأعطاه  للخروف الذي آكله وأنتج الصوف, فجمع ماجد كل المنتجات وهو مسرور جدا وذهب إلى السوق وباعه بأعلى من ذي قبل.
أستمر ماجد على هدا الحال يزرع ويحصد وينتج, وكل يوم يزداد ربحه حتى وصل لمرحلة أنه يأكل هو وجدته من خير المزرعة, من كثرة الإنتاج وزيادة المال معهم
وذات يوم عندما عاد ماجد أإلى منزله, دخل للحظيرة ووضع أكياس البدور التي اشتراها وخرج مغلقا باب المزرعة, فوجد آلة صغيرة تقول: مساء الخير أيها المزارع الصغير, ماجد: من أنثي؟ الآلة: أنا آلة صنع الخبز , هل تقبل ًصداقتي وأنا سأنتج لك الخبز بأنواعه, ماجد بفرح: موافق جدا وأدخلها المزرعة.
وفي صباح اليوم التالي قام ماجد بعمله اليومي , بالإضافة إلى إنتاج الخبز, ثم جمع منتجاته وباعها فكسب ربح أكثر من قبل ويوم بعد يوم أصبح إنتاج المزرعة كبير جدا وبدأ الفقراء يشترون منها بالإضافة إلى المحلات التي تشتري منتجاتها ,
وذات يوم عاد الجد (عبد الله) من المدينة حزين خائب الأمل لم يجد عمل في المدينة , دخل المنزل وأستقبلاه الجدة والحفيد بفرح, فقال لهم: إني أسف لم أجد عمل , كيف سوف نعيش ونأكل , ثم بكى بحرقة , ماجد: لا تقلق يا جدي الخير كثير, الجد: وكيف ذلك يا بني؟, ماجد: تعال معي , فذهب الجد برفقة ماجد إلى المزرعة وفتح ماجد باب المزرعة, فأنبهر الجد وقال بفرحة : يا الله ما أجملها ولكن كيف حصل ذلك؟ فحكي له ماجد كل ما جرى, كيف وقفت معه الطاحونة والسحابة اللتان علمتاه أصول العمل  وكيف بدأ يزرع ويحصد وكيف جاؤا إليه الحيوانات و الآلات وتعاونوا جميعهم معه, وما هي الحالة والثراء اللذان وصل لهما,
حمد الجد ربه, وشكر الطاحونة وبقية الأصدقاء على تعاونهم , ووعد حفيده بالعمل مكانه لأنه قرر ان يدخله المدرسة ففرح ماجد كثيرا, ثم قال الجد: أنت بدأت وأنا سوف أكمل العمل في هده المزرعة, التي أسميتها المزرعة السعيدة.


                                                       بقلم\ سارة عادل محمود