ما رايكم بكتاباتي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

الاثنين، 18 يونيو 2012

احبني بعد ان رحلت


                        أحبني بعد ان رحلت
كانت جميلة ذات شعر فضي جميل و عينان خضراوان واسعة بيضاء كالثلج   صافية كالسماء عذبة كالنهر تحب الحب وتعشق الجمال بسيطة لا تتمنى سوى رجلا بسيط يحبها ويتزوجها , وحيدة والديها اللذان يدللانها كثيرا .
كانت تتمنى ان تعيش مثل بقية البنات لأنها معاقة لكنها تحمد الله على كل حال. أكملت الثانوية والتحقت بالكلية مع صديقة عمرها , أحبت جميع زملائها و زميلاتها , كان من بينهم شاب قوي الجسم ضخم البنية بسيط طيب ,دائما يساعدها يذهب بها لأي مكان تريده , كان يعشها نعم يعشقها بجنون فهي حبه الاول طفلته المدللة .
كانا يقضان وقتها بالكلية مع بعض وعدها ان لا يتركها ابدآ وعدها بالزواج وطلب منها ان تنجب له خمسة عشر طفل وهي تضحك لهدا القول , فتقول له انت طفلي انت اجمل شيء في حياتي وتداعب خديه بأناملها الرقيقة  , فيضحك ويقبل يديها.
تمر الايام وهي تحلم بان يأتي يوم وتكون بين احضانه وتعيش بأمان كان لها وطنا يحميها من المجهول , أحبته بجنون وهبته كل شيء , كانت تساعده في الدراسة تشرح له الدروس لدرجة أنها في يوم وهبته درجات نجاحها لأنها كانت دكيه ,شكرها واحتضنها لصدره وهو يقول سأعوضك عن كل شيء فتقول له لا أريد منك سوى حب كبير فيجيبها هو لك.
انتهى العام الدراسي الاول , وقررت ان تسافر للعلاج لعلها تمشي وتسعد حبيبها ,وجاء يوم السفر ذهبت للمطار وجاء هو ليودعها قبلها على جبينها وسافرت.
كان يراسلها إثناء سفرها يشجعها تحسنت هي بدأت تمشي خطوات بسيطة وتوقف وقت بسيط كانت فرحة بهدا التحسن وهو أيضا كان في غاية الفرح.
كان يخبرها كل شيء عنه أخبرها انه انتقل لفصل أخر أستاءت لذلك ولكنها تقبلت ذلك, مضت ثلاثة أشهر وعادت من السفر .
عادت للكلية وارتمت بين أحضانه كعادته طوقها بذراعيه بشوق العاشق المحب
قائلا: اشتقت إليك حبيبتي فترد له : وأنا أكثر.
فقالت له: انظر كيف أمشي ومشيت خطوات بسيطة كاد يطير فرحا.
تمر الايام بدا ينشغل عنها أحست ببعده وتغييره , بدأت تسأله لماذا أصبحت بعيد عني ؟ لماذا جوالك مغلق؟ فيجيبها: إني منشغل وأهلي أخدو مني جوالي لأنهم ملتزمين .
تتحمل بعده تتحمل العذاب ينصحنها الجميع بتركه فتقول لهم : لا احد يستطع ان ينسى روحه ,تتحمل قسوة بعده وإهماله لها و تصبر.
ذات يوم اتصلت وتشاجرا طويلا بعدها أغلقت الخط , مضى يومين وقابلها بالكلية سألته إلى متى نكون هكذا؟ فقال لها : سيكون خيرا , قالت: أي خير هدا وانت تتجاهلني ؟ انت بعيد عني.؟ أخطبني.
سكت برهة من الزمن ثم تطرق قائلا: أهلي رفضوا زواجي منك لأنك معاقة , صعقت بهدا الخبر نعم صعقت وأجهشت بالبكاء بين أحضانه, وعادت للبيت متهالكة القوى غابا عن الكلية أسبوع أخبرت بنت خالتها بما حدث لها, فهرعت بنت خالتها للكلية تؤنبه فرد عليها قائلا : انا لا أحبها ولم أعدها بشيء وانا أعاملها هكذا من باب الشفقة.
عادت بنت خالتها وأخبرتها بكل شيء صعقت للمرة الثانية , ومضت الايام قررت ان تعطيه فرصة أخرى ليراجع عقله  لعله يحن للماضي لكن دون فائدة.
أسترت في مساعدته في الدروس وتدفعه للأمام كاتمه حبها له , شقت طريقها أصبحت قاصة كبيرة يحبها الجميع .
مرت الايام تحاول ان تجد طريقة ليعود لها لكن دون فائدة وفي السنة الأخيرة بدأت تنسى  حبه الذي تملكها خلال أربع سنوات فعلا نسته وكرمها الله فقامت تمشي مثل أي إنسان طبيعي , وعاشت حياتها بطول والعرض أصبحت سعيدة جدا.
شاهدها تمشي فرقص قلبه من جديد حبه الاول أصبح جاهز ليمتلكه ولكن كيف يبدأ ؟ ومن أين يدخل ؟ يريد الحصول عليها بأي ثمن بأي ثمن.
ومضت الايام , ذات يوم طلب الاستاد بحث تخرج فاشتركت معه كانا يعملان بجد وهو لا ينزل عينه منها يحاول ان يجذبها له فتصده , وفي يوم من الايام بعد ان أكملا البحث وبنما كانت تمشي تعثرت وسقطت بين احضانه فأستغل الفرصة ليتحسس جسدها كعادته ولكنها دفعته بقوة وسألها :  ما بك الا تحبيني ؟ نظرت له بسخرية وتابع قائلا: اريد الزواج بك , فنظرت له بسخرية قائلة : الان تريد الزواج بي؟ الان صرت أصلح زوجة لك وحين كنت معاقة كنت لا أصلح لشيء ؟ فرد قائلا : أرجوك لا تقولي هكذا لم يكن ذنبي لطالما احببتك طفلتي فترد بنبرة حادة : كفاك كذب لقد قلت لبنت خالتي انك لا تحبني وان عاملتني  هكذا لمجرد الشفقة لا أكثر ,تراجع مذهولا من قولها وشرد دهنه بدمعه حارقة ليخرج الدم من انفه ,وهو ينظر لها نظرة العاشق المقيد اكرهك اكرهك قالها وعيناها تمتلئان حقد وشرر , اجتذبها من خصرها بقوة قائلا لها : كوني لي يا طفلتي لترد قائلة : رغم عشقي لك لن أكون لك .
تركته ذاهبة وهي تبكي سألها : لماذا تبكي؟ لتقول له غدا زفافي وتذهب.
صعق لهدا الخبر لم يستطع النوم قرر ان يذهب لزفافها ليشاهدها قبل ان تتزوج ,مر الوقت سريعا ذهب لزفافها كانت في قمة الجمال بفستان زفافها الذهبي كانت تمشي وتنظر له نظرة لم يستطع تفسيرها حب ام كراهية.
كانت الألعاب النارية تطلق وأيضا الرصاص فرحا بالعروسين هذه عاداتنا في مجتمعنا , وبينما هم كذلك أدرك العريس وجود الشاب ونظر لعروسه  فتقدم للشاب واجتذبه من ذراعه ليقوده لها قائلا: تزوجيه أدرك إنكما تحبان بعضكما , فتبسمت مادة يدها له قائلة : أحبني بعد ان رحلت وسقطت مرمية على الأرض كانت قد أصيبت برصاصة طائشة أودت بحياتها,اخدها بين احضانه طفلتي رحلت.
ظل يبكي فوق قبرها سنوات طويلة ندما وقهرا حتى صار عجوز كل يوم يأتي يزورها ويقرا كل يوم خاطرتها الشهيرة
                         جاءني بعد فوات الاوان
   لطالما أحببته مرارا وأعطيته, كل شيء كنت أراه أهم من الهواء الذي أستنشقه كنت أراه في الأفق البعيد ذلك الرجل الذي حذروني منه كثيرا لكني قلت في نفسي هّذا هو الذي سيكون حبه شكل ثاني فتركت عقلي ورائي وركضت خلف جنوني ظننته أنه يبادلني المشاعر لكنه كان لا يبالي كان يصدني, كان بعيد ورغم هذا كذبت نفسي وصدقته كذبت أدني وصدقته لطالما قلت أنه سيأتي سيحتضنني سيغرقني حبا وحنان أنتظرته يأتي لياخدني لعالم بعيد عالم ينسيني آلامي
ذات يوم في الساعة الثانية عشر ليلا تحت ضوء القمر, جاءني حاملا إلي الزهور جاءني بكل عطف وحنان وشوق جاءني بلهفة كنت أرتدي الأبيض بغرفة صغيرة مظلمة كنت عروس بلا حياة فذرف دموعه فوقي كنت أسمع أنينه, ولا أستطيع أن أرد عليه جاءني نعم جاءني وكنت مجرد شبح أبيض مكلل بالزهور لقد جاءني بعد فوات الأوان  .

                                            بقلم\ سارة عادل محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق