الشتاء
جاء فصل الشتاء وخيم على المدينة , ونزلت الثلوج الباردة , كان الطقس قارص شديد البرودة , جاء ليمحو كل ما جاء به الربيع من أمل.
كانت هناك عائلة تعيش وسط المدينة , تتكون من الأب الذي يعمل بائع الخبز , والأم التي كانت ربة المنزل , وابنتهما التي تدرس في الجامعة ولكنها كانت عمياء.
كانت فائقة الجمال , وذات يوم تعرفت على شاب يدرس أيضا في الجامعة كان في سنة التخرج , في البداية كانت لا تتحمله , ولكنها مع مرور الوقت أحبته وهو أيضا أحبها.
مضى الوقت بسرعة , وذات يوم عرض عليها الخطوبة فوافقت , فجاء مع أهله لخطبتها وتمت الخطوبة , واتفقوا على أن يكون الزفاف في فصل الشتاء بعد أربع سنوات , لان الشاب أكمل الدراسة وسوف يعمل في شركة توجد في بلاد أخرى ومن اجل ان تكمل الفتاة دراستها فوافق الجميع .
سافر الشاب ليعمل في الشركة , وأستمرت الفتاة في دراستها وهي تنتظر خطيبها , كانا يتكلمان عبر الهاتف ويخبران بعضهما بكل ما يجري لهما , كانت تقول له أتمنى ان افتح عيناي وانظر إليك, فيجيبها سيكون ذلك عما قريب , فتفرح بذلك كثيرا .
تمر الأعوام ببطء شديد , وينشغل كل منهما عن الأخر
وتقل بينهما الرسائل , تكمل الفتاة دراستها الجامعية , تعمل موظفة في إحدى الدوائر الحكومية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة (العمى) .
وذات يوم وفي فصل الشتاء وبينما هي جالسة بجانب المدفئة , حصلت لها معجزة , لقد فتحت عينيها وبالفعل أصبحت ترى مثل كل الناس , فرحت الفتاة كثيرا وأخبرت خطيبها ففرح كثيرا , فقال لها: أنه قد أقترب موعد زفافنا , فأشتري كل مستلزمات الزفاف وأنا سوف أحضر يوم الزفاف .
فقالت : له حسنا وهي في غاية الفرح , تمر الأيام بسرعة في حين كانت هي تجهز كل شيء للزفاف وهي في قمة السعادة .
وجاء يوم الزفاف الكل مستعد وسعيد , كانت تنتظر ان ترى فرحة المستقبل , تنتظر ان تراه يأتي في العربة ليأخذها معه , وفجأة قرع جرس الباب , فتحت العروس الباب وتلقت خبر وفاة خطيبها , فتألمت كثيرا وأجهشت بالبكاء .
كانت تحلم ان ترى خطيبها , وان تعيش معه أحلي أيام العمر , ويبنيان مستقبلهما مع بعضهما , ولكنها لم ترى سوى الشتاء.
سارة عادل محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق